«وطى براسك يا حمارة وانت بتقدمى لى الفنجان.. انت مش عارفة يا جاهلة أنا مين؟!.. مطلوب تبوسى رجلى لأنى شغلتك عندى.. مدى ذراعك للآخر وامسحى تحت الكنبة في الركن البعيد.. لفي السجادة كويس فوق راسك ونفضيها من على سور البلكونة وخللى التراب لبعيد.. يعنى إيه دايخة هو 12 ساعة شغل يخلوكى تدوخى، عالم هشاشة، وهو انت جاية عندنا تاكلى وتشربى وتملى بطنك وبس؟!. حِسك عينك يا.. تخرجى من الباب أو تبصى من الشباك أو أشوف فى إيدك تليفون. سيدك يائير عايز القميص الأصفر وسيدك أفنير عايز الجزمة السودة بتلمع، وحضرى الحمام لسيدك بيبى. لمىّ كل الغسيل الوسخ فى شنطة سفرى الكبيرة بكرة لأمريكا للتنظيف فى مغسلة البيت الأبيض حاجة ببلاش ترجّعلى الهدوم جديدة لنج.. دخلى الأكل الجاهز من الدليفرى للسُفرة وقطعى الفاتورة.. كله على الحساب. بتعيَّطى على إيه؟! تحبى بقى تعيطى حقيقى لمّا أشوّه وشك بالمكواة الوالعة».
على فكرة واقعة الغسيل فى دار الضيافة بالبيت الأبيض كتبت عنها الصحف الأمريكية بعناوين بارزة والمقدمة هنا بعبارات حقيقية وأكثر منها مهانة وجهتها سارة نيتانياهو.. المرأة الأكثر كراهية فى إسرائيل.. للشغالات اللاتى يقعن فى براثنها ويخرجن هاربات من تحت إمرتها وصولجانها فى بيت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو ليرفعن ضدها الدعاوى القضائية بتهمة التنكيل والتشغيل المهين.. من هؤلاء «سيلفى جينيسيا» التى ذكرت أمام المحكمة بعضًا مما كانت تطلبه منها سارة من مهام غير إنسانية بأوامر سادية تتلذذ بتعذيب العاملين لديها، ومن بينها التهديد بالمكواة الساخنة كلما قامت بعمل على غير هواها.. وتقدمت بدعوى مماثلة «شيرا ريفن» التى عملت لديها مسبقًا لتدلى بأقوالها أمام المحكمة قائلة «لا أتمنى لأحد أن يواجه ما مررت به من معاناة على مدى 5 أشهر لدى السيدة سارة، حيث كان الوضع صعبا للغاية، ومررت وقتها بحالة نفسية سيئة، وكنت أصل للعمل فى الصباح الباكر ولا أعلم متى سأخرج من هذا البيت المقيت، وكانت العاملة «ليليان بيريتس» قد أقامت دعوى قضائية فى عام 2010 ضد سارة مُطالبة بتعويض قدره 100 ألف دولار نظير سوء المعاملة، وقد حظيت بيرتس بدعم من العاملة «نعومى إيجوس» التى عملت هى الأخرى لدى سارة خلال فترة ولاية زوجها الأولى كرئيس للوزراء في التسعينيات حيث قالت فى شهادتها أمام القضاة: «عندما قرأت تقرير دعوى بيرتس أعادتنى تلك الذكريات المهينة إلى الوراء 12 عاما، فقد كانت هى ذاتها التى تصرفت بها معى السيدة نيتانياهو: الصراخ والسلوك الجامح والشتائم النابية والمكالمات المستدعية لى من بيتى على الفور وسط الليل للقيام لديها بمهام تافهة للغاية.
همس الضغينة لأذن الموافقة
ومثال آخر لاضطهاد سارة للعاملين لديها ما ذكره «مانى نفتالى» الحارس الخاص لها ولولديها، وذلك فى دعوى قضائية طالب فيها بتعويض قدره مليون شيكل «ربع مليون دولار» مقابل ما لاقاه من سلوك سىء ومعاملة مهينة من جانب سارة التى لم تدفع له مستحقاته المالية، وكان قد قدم استقالته بعد عمل استغرق 20 شهرًا، ومن ضمن ما قاله نفتالى إن زوجة نيتانياهو اتصلت به ذات مرة فى الثالثة فجرا لتوبّخه بألفاظ نابية على شراء حليب فى عبوة بلاستيكية بدلا من أخرى من الورق المقوى، وكمثال آخر إن سارة قد ألقت فى وجهه بفازة ورد تحطمت تحت أقدامه، لأن ورودها لم تكن طازجة بما يكفى، ومن بعد سماع أقوال الحارس توصلت المحكمة العمالية بأن شهادته إلى جانب شهادة العديد من الموظفين الآخرين حول اتهام سارة بالإساءة إليهم هى شهادات تتمتع بالمصداقية المطلقة، ومن هنا صدر الحكم بالتعويض لـ«نفتالى» بمبلغ 170 ألف شيكل «43 ألف دولار» وقالت المحكمة فى حيثيات الحُكم الذى ملأ 40 صفحة إن نوبات الغضب التى انتابت سارة وطلباتها المجحفة قد خلقت ظروفا مسيئة للموظفين، ولم يدل مكتب رئيس الوزراء بأى تعليق بشأن الحُكم، وفى عام 2021 حصل 3 موظفين سابقين فى منزل نيتانياهو على تعويضات وصل مجملها إلى 300 ألف دولار بقرار من المحكمة التى أجازت دعوى سوء المعاملة من قِبل زوجة رئيس الوزراء!
وكم من فضائح سارة التى تقابلها جميعها بقلب ميت، بل وتقف فى المحاكم وأقسام الشرطة تبتسم للمصورين بملء الشفاه طبعًا، لأنها مسنودة من البيبى الذى يدعِّمها أثناء محاكماتها المتتالية برسائله على الموبايل مثل: «سنتجاوز هذا أيضا مثل غيره»، و»عايزك قوية كما أعهدك».. قوية ومفترية تلك التى وقفت تعترف بالذنب فى قضية فساد كبرى قامت فيها باستغلال خطأ الآخرين عمدًا في طلب وجبات من المطاعم بلغت 50 ألف دولار متجاوزة اللوائح التى تمنع طلبات وجبات خارجية فى وجود طاه موظف من الدولة داخل مطبخ المنزل الرئاسى، ومع انعقاد صفقة اتفاق حلزونى لتخفيف تهمة الاحتيال لمجرد مخالفة تعفيها من السجن مثلت سارة أمام المحكمة فى 2019 لتعترف بارتكاب الواقعة على أن تُعيد لخزينة الدولة فقط 45 ألف شيكل (12490 دولارا) ودفع غرامة عشرة آلاف شيكل (2775) دولارا وسألها القاضى «هل تعترفين يا سارة وتعنين كل ما اعترفت به؟»، فأجابت القادرة التى بلغت من العمر 60 عامًا: نعم، ونعمة ترفل فيها القادرة التى احتفل بعيد ميلادها الستين على ضفاف بحيرة طبريا بحضور قرابة المائة من أقارب وأصدقاء ليقول رئيس وزراء الاحتلال إن زوجته: «تساعد بلدنا وتفتح الأبواب أمام دولة إسرائيل، وهذا ما نراه فى كل مكان».
ويُضيف عنها متملقًا من تمسك بكل الأمور: «ألتقى بالعديد من القادة حول العالم، منهم مّن هُم مِن أعظم القادة، عندما يرون سارة ويتحدثون معها، يفهمون على الفور نقاط القوة التى تتمتع بها».
وإلى جانب فضيحة زجاجات المياه الغازية الفارغة التى أعيدت بالآلاف بناء على أوامر سارة إلى المحلات التجارية على مدى عدة ساعات لتحصيل مقابلها، رغم أن تلك الفوارغ تعتبر بمثابة ودائع ملكًا للدولة، وكما جاء فى صحيفة «هاآرتس» فقد تلقت سارة في المقابل 4 آلاف شيكل.
وأضافت الصحيفة أن القضية تكشفت رغم محاولات فرض السرية التامة على أحداثها، فإلى جانب الفوارغ ذكرت صحيفة «هاآرتس الاسرائيلية» أمر الشقة التى تم استئجارها على حساب الدولة كصالون ــ «كوافير» خاص لزوجة رئيس الحكومة ولعمل جميع الديكورات المناسبة لها وتزويدها بالأجهزة وأدوات التجميل الباهظة ــ يُدفع أمواله دافعو الضرائب ــ وقد جاء أمر هذا الصالون الجديد من بعد واقعة عُرفت باسم «قصة شعر سارة» عندما تزامن ذهابها لصباغة شعرها باللون الأشقر مع مظاهرات الاحتجاج ضد التعديلات القضائية فى تل أبيب، لمحتها هناك إحدى الجالسات تحت السشوار فصورتها على شاشة الموبايل لتنتقل الصورة فى لمح البصر على أوسع نطاق ليجتمع مئات المحتجين حول الصالون بسبب عدم اكتراث زوجة رئيس الوزراء المتسبب فى الأزمة، وحمل المتظاهرون الأعلام الاسرائيلية وهتف بعضهم عبر مكبرات الصوت باللغة العبرية «الدولة تحترق بينما سارة تصبغ شعرها» وانتهى الأمر بالقبض على الكثيرين وتمكنت الشرطة بعدها من إخراج سارة وهى لم تصبغ شعرها بعد محاصرتها لحوالى 3 ساعات فى سيارة مدرعة ونقلت الصحف أن موشى باتبول مالك الصالون الذى حوصرت فيه سارة زار الشقة الجديدة وأشرف على تجهيزها.. وفى نفس العام 2023 وقبل أيام قليلة من واقعة قص شعر سارة طلب بنيامين نيتانياهو من وزارة المالية رفع حد نفقاته هو وزوجته على الملابس ومستحضرات التجميل وتصفيف الشعر إلى 80 ألف شيكل «22 ألف دولار».
وفى سياق مسيرة الفضائح التى لا تنتهى، فقد أفادت القناة 13 العبرية فى 31 يناير 2021 بأن سارة قد قامت باستئناف نشاطاتها فى منزل خاص بشارع هابورتسيم بدعوى أنها لا تستطيع المكوث طويلا فى المنزل الرسمى بشارع بلفور ــ السياسى البريطانى جيمس بلفور الداعى لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين ــ لأن زوجها يستقبل الضيوف بشكل مبالغ فيه هناك، وأشار تقرير القناة إلى أن مسئولى الأمن يقدرون تأمين المنزل الجديد لوجود سارة بداخله إلى حوالى 200 ألف شيكل «بنحو 60 ألف دولار» أى أكثر مما يكلف الدولة لحماية مقر الإقامة الرسمى، ورغم تلك التكلفة فقد رأى مكتب رئيس الحكومة أن المنزل الجديد بمثابة منشأة عمل عادية لزوجة رئيس الوزراء، وهذا جزء من الأمن العام الذى يطلبه جهاز الشاباك، وفى ملف قضية الفساد المعروفة بملف «1000» قام رجل الأعمال الثرى «أرنول ميلتشين» بتعريف نيتانياهو بمليونير اسمه «جيمى فاكر» الذى بادر فى عام 2013 باقتناء فيللا ملاصقة لفيللا الزوجين نيتانياهو فى قيسارية ــ البلدة الفلسطينية التاريخية ــ ووضع مفتاحها فى يد نيتانياهو وعائلته التى اعتادت دخول الفيللا وسرقة بعض مقتنياتها والتمتع بحمام سباحتها ومياهه الدافئة كما جاء في شهادة «هداس كلاين» المساعدة الشخصية لميلتشين، وحسب شهادتها فإن سارة اتصلت بها فى الواحدة بعد منتصف الليل عشية جنازة «بيريز» وطالبتها على الفور بإرسال أدوات حلاقة وكريمات من بيت الثرى المذكور التي شاهدت مثلها فى حمام فيلته فأجابتها بأن مثل تلك الكريمات متوفرة في كل دكان عندك، لكن الأخيرة لم تتردد بالقول بأن هذه المنتجات باهظة الثمن، وهل تريدون أن يظهر رئيس الحكومة ويشارك فى الجنازة دون أن يحلق ذقنه؟!.. وفى ساعات الصباح المبكرة أرسلت هداس السيارة الخاصة مع سائق ميلتشين لسارة وبحوزته أمواس الحلاقة والمعجون والكريمات، ولم تمض أيام إلا وطلبت سارة معطفًا من ماركة كولومبيا لبنيامين ومعطفًا آخر لها للسفر إلى أمريكا كهدية على حساب رجل الأعمال جيمى فاكر.
◙ و.. يا سارة النكد .. ألم يتراءى لك يومًا إحصاء ضحايا غزة البالغ عددهم اليوم فقط 44985 شهيدًا، 70% منهم من النساء والأطفال الذين يتسبب الجزار الملتاث زوجك مجرم الحرب - باتهام الجنائية الدولية - فى إزهاق أرواحهم كل ساعة وكل يوم، بينما تمضين وقتك في صباغة شعرك وتحريض زوجك وسرقة المال العام وانتهاك حقوق العمال.
◙ يا سارة الإثم .. خسارك فيك الاسم الذى كان لزوجة أبوالأنبياء ابراهيم التى بشرتها الملائكة بإسحق.
◙ يا سارة الذنب .. المشهد اللبنانى شديد الإيلام فأينما تضعون أقدامكم المدنسة تخلفون الركام وأخطر ما فى الحرب الحالية أنها أكبر من لبنان وإن كان ملعبها المخيف ولا وجود لأى جهد جدى لوقف الحرب وكأن أطرافها قد اختاروا الذهاب فيها إلى النهاية وهو أمر بالغ الخطورة على بلد نزح ما يزيد على خُمس سكانه وتوزعت الحرائق على محافظاته، وأنتم تدكون فيه مدنًا على رأس ساكنيها للبحث عن فرد لتصنعوا بموته نصرًا مزيفًا.
◙ يا سارة اللعنة .. ألا تُدركين أنهم عندما بلغوا بصواريخهم بيتك وحطموا نافذتك وأناروا بالفسفور موضعك أنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى منكم، وفى القريب العاجل سيضعون أيديهم على مصيركم وساعتها لن ينفعك نفوذ بيبى ولا حماية مهزوز أمريكا المغادر، ولا أواصر قربى أهل الناتو.
◙ يا سارة الكراهية .. فى كل مكان داخل بلدك وخارجها غير مُرحب بك حتى فى أىّ من جنازات الجنود المتتالية عندك.
◙ يا سارة الأرق .. إنهم يراعون الآن خلال زياراتك للقواعد العسكرية أن يتم نزع سلاح الجنود قبل وصولك بفترة.
◙ يا سارة النفوذ.. الزوج الضعيف فى حضرتك يتركك ترتعين على الغارب داخل الكيان ليختصر موقع العين السابعة العبرى دورك فى آلية الديكتاتورية التعسفية بأنه: فى حالة دولة إسرائيل يجب على المسئولين المنتخبين أو أولئك الذين يرغبون فى الترشح للانتخابات، أو العاملين فى الخدمة العامة، أو أولئك الذين يرغبون فى الترشح لمنصب ما أوترقية فى أى مكان، عليهم جميعا أن يأخذوا فى الاعتبار ليس فقط المعايير الرسمية الموضوعة لمصلحتهم ومصلحة الجمهور والدولة، ولكن أولا ــ وقبل كل شىء ــ المعايير غير الرسمية التى وضعت لإرضاء سارة نيتانياهو!!
◙ يا سارة الباطن المكشوف والتحايل على لوى الفضائح لصالحك.. لقد ذكر «بن كاسبيت» فى كتابه «سنوات نيتانياهو» أن اللقاء الأول لكما أنت وبنيامين كان فى عام 1988 وكنت فى الثلاثين مطلقة من «دورون نويبيرجر» فى عام 1987 بعد زواج دام ثمانى سنوات، وكان بنيامين فى التاسعة والثلاثين قد تزوج مرتين الأولى «ميرام وايزمان» أم ابنته «نوا» والثانية «فلور كيتس» التى طلقها بعد ثلاث سنوات فى عام 1984، ووقت لقائكما كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية وذلك أثناء عملك كمضيفة طيران فى مطار ستيفول بأمستردام بعد سنوات عملك فى أكثر من مجال كعاملة نظافة لمدرجات الجامعة للإنفاق على دراستك ومراسلة مبتدئة لصحيفة «معاريف» الأسبوعية وبعدها موظفة فى قسم العلوم السلوكية فى شعبة الاستخبارات «أمان»، وتواعدتما عدة مرات لكن التوافق لم يجمع المطلقين، فبعد فترة وجيزة أخبر نتنياهو أصدقاءه عن انفصالكما، لكن القسمة السيئة والنصيب الغابر جمعكما مجددا فى عام 1991 لتتزوجا فى منزل والديه، حيث بدت العروس ولا مؤاخذة حاملا بشكل واضح!!
◙ يا سارة الجليطة.. بمعنى الجهل الدبلوماسى والتصرف المتدنى.. الجاهلة عند وصولها لأوكرانيا مع زوجها سارع إليها ثلاث فتيات للاحتفاء بهما أمام سلم الطائرة ليُقدمن الكعكة التقليدية فى مثل تلك المناسبات، فاقتطع الزوج جزء منها وتذوقها، ثم انتزع أخرى ومدها لزوجته فأخذتها منه دون أن ترفعها لفمها لترميها بطول ذراعها إلى الأرض وبعدها نفضت أصابعها بقرف أمام كاميرات الاستقبال ليبث فيديو المشهد المحرج موقع روسيا اليوم.
◙ سارة يا بنت شموئيل أرتزى المولودة فى بلدة «كريات طبعون» بالقرب من حيفا، من استغلت خيانة زوجها لها مفتاحا لانطلاقها، فوضعته تحت إمرتها منفذا لجميع رغباتها، مغمضًا عينه عن كل مساوئها، مبررا كافة زلاتها، موافقا على أى من آرائها، وكأنها كانت مشتركة سرًا مع منافسه السياسى فى قيادة حزب الليكود لضبطه فى موقف فاضح مع «روث بار» مستشارة العلاقات العامة والاستطلاع فى معهد الأبحاث عندما قامت الكاميرا الخفية بتصويره، فاضطر للظهور على الهواء معترفا بخيانته لزوجته ــ وليست خيانته الأولى للارتباط الزوجى، فقد فعلها مسبقا مع زوجته الأولى ميرام وايزمان أم ابنته نوا عندما قام بخيانتها مع فتاة بريطانية تدعى «فلور كيتس» فاكتشفت الزوجة الأمر لتطلب الطلاق فتزوج من «كيتس» لكن زواجهما أيضا لم يدم لشكوكها الدائمة فى تصرفاته ــ ومن هُنا تم توقيع الاتفاق الذى مثل سارة فيه المحامى يعقوب نئمان ومثل نتنياهو المحامى دافيد شيمرون والذى سمح له بالعودة للبيت مع تدوين عدة نصوص والتزامات واجبة عليه، منها عدم استطاعته بحال من الأحوال الاتصال بنساء أخريات دون علمها، ولا يمكنه الذهاب إلى أى مكان من دونها، ولها حق التدخل فى أى من أركان عمله، كما أنه لن تكون فى حيازته أى بطاقات ائتمان وإنما فقط سارة وحدها التى ستملكها وتتصرف فيها تبعا لرؤيتها، فإذا ما احتاج إلى المال فستعطيه له نقدًا كمصروف يحاسب عليه فيما بعد مع حظر توريث أى من ممتلكات نتنياهو لابنته «نوا» واقتصارها على ولديه «يائير» وشقيقه «أفنير» ومن يومها ولعت سارة في ديل القط الشرس ليجرى فى البلاد يحرقها.
وجاء فى بنود الاتفاق أيضا حق النقض لسارة لأى من التعيينات والتغييرات سياسية كانت أو حربية حول رؤساء أركان الجيش والشاباك والموساد، وبالفعل لعبت سارة دورا كبيرا فى تعيين «يوسى كوهين» لرئاسة الموساد فى 2015 وفى عام 2018 ذهبت بنفسها فى مهمة سياسية إلى جواتيمالا، وقامت بلقاءات غير دبلوماسية مع عائلات المحتجزين فى غزة أحيانًا مع رئيس الوزراء وأحيانا بدونه.
وقالت مصادر إسرائيلية أن سارة تتمتع الآن بمكانة فريدة فى السياسة الاسرائيلية حيث تعمل بوصفها أقرب مستشارة لبنيامين، مما يضعها فى خط النار المباشر لسلسلة من التحركات المثيرة للجدل التى شهدت هذا العام تظاهر مئات الآلاف من الإسرائيليين ضد رئيس الوزراء وائتلافه اليمينى المتطرف.
وكتب المحلل السياسى «بن كاسبيت» فى أحدث مؤلفاته: «قال لى مساعد كبير سابق لنيتانياهو: كان هدفنا كله هو بناء حائط دفاع حول بيبى لحمايته من جنون سارة والسماح له بعمله، وذلك بقبول كافة الشروط للعودة لبيته».
وأضاف بن كاسبيت: «الصورة العامة لشخصية سارة أنها امرأة منحطة وكاسرة، وعلى مر السنين بسبب العديد من الدعاوى القضائية ضدها يبدو أن هذه الصورة تثبت صحتها مع الأيام»، ويُهاجم كاسبيت نيتانياهو بقوله فى مجلة «مرآتنا»: «لو كان نيتانياهو فى بلد صحى ومفعم بالحيوية، لأُخرج من مكتب رئاسة الوزراء بشعره المستعار منذ زمن طويل، ولرمى به فى مزبلة التاريخ»، وفى يوليو الماضى كتب أيضًا: «قال لنا نيتانياهو إننا على بُعد خطوة من النصر الشامل، لكننا اكتشفنا بالأمس أننا على بُعد خطوة من حرب أهلية داخل اسرائيل!».
◙ يا سارة القادرة التى تخوف نيتانياهو من غضبتها عندما قام بتعيين «ليمور ليفنات» السياسية وعضو الكنيست السابقة وزيرة للاتصالات فى حكومته ما بين عام 1996 و1999 حتى أنه فى مذكراته كتب عنها تحت اسم مستعار لتُصدر هى أخيرًا كتابا عن سيرتها الذاتية بعنوان «زوجك يسمح لك» قالت فيه: «ترأست الطاقم الإعلامى لبنيامين فى الانتخابات بينه وبين شيمون بيريز، ووقتها فاز نيتانياهو، وبعد الفوز مباشرة أردت أن أكون وزيرة داخل أعضاء الحكومة، لكن سارة اعترضت على ذلك، وخلال عملى فى حكومته كان عندما نلتقى لسير العمل يطلب من مدير مكتبى (سفيكا هاوزر) أن يجلس معنا طوال الاجتماع حتى لا نفاجأ بدخول سارة لتجدنا وحدنا معًا فتقلب الدنيا على رأس رئيس الوزراء!».
◙ يا سارة المتمكنة.. التى جعلت نيتانياهو ينكر تدخلها فى أى من أمور الدولة ويصفها بالطاهرة النقية الحنون السمحة المرحة التى ينحصر عملها الإنسانى الرفيع فى الحياة على العناية بالأطفال المصابين بالسرطان ومساعدة العائلات الثكلى، وأولئك الناجين من المحرقة النازية وغيرهم من المحتاجين، هذا بينما تفيض صفحات المعارضة بنماذج تدخلها السافر من قديم فى شئون السُلطة ومنها حادثة استدعاء العميد «عاى تسور» بصورة عاجلة للقاء نيتانياهو خلال حرب اسرائيل على قطاع غزة عام 2012 وعندما ذهب «تسور» للقاء نيتانياهو الذى كان يسعى لتعيين سكرتير عسكرى، فما أن بدأ اللقاء بينهما حتي دخلت سارة وهمست شيئا فى أذن زوجها فاستأذن للخروج، وأكملت سارة المقابلة مع تسور، وسألته عن موقفه من خطة الانفصال عن قطاع غزة التى نفذها أرييل شارون فى عام 2005، وبعد نصف ساعة من النقاش بينهما عاد نيتانياهو وجلس دقيقتين لا غير مع تسور، وانتهت المقابلة ولم يحظ الأخير بالمنصب.
غزة .. إصبع الإتهام تجاه اللئام
ويُشير بن كاسبيت إلى أن هذا السيناريو تكرر أربع مرات إذ استدعى أربعة ضباط كبار للقاء نيتانياهو فى مكتبه، ثم استدعوا للقاء استكمالى فى منزل رئيس الوزراء، حيث كان يتم إبلاغه فى بداية اللقاء بأن هناك مكالمة تليفونية مهمة يجب الرد عليها، وعند خروجه كانت سارة تدخل لتجرى المقابلة مع المرشحين للمناصب الحكومية أو الأمنية.. وقد خاض رئيس الأركان السابق «غاى آيزنكوت» التجربة ذاتها عندما كان مرشحا للمنصب، واتصل مذهولا بوزير الحرب آنذاك «موشيه يعلون» يقول له: «لم يكن اللقاء مع نيتانياهو، بل كان مع زوجته» وكرد على ذيوع أمر تلك المكالمة منع يعلون ضباط الجيش من لقاء نيتانياهو فى مسكنه وهم بالزى العسكرى الرسمى!.. وكانت الحادثة الأبرز ما نشرته وسائل إعلام اسرائيلية عن اقتحام سارة لاجتماع بين نيتانياهو ورئيس جهاز الموساد السابق «مئير داجان» وبالرغم من أنه من المفترض أن تتمتع هذه اللقاءات بالسرية التامة ولا يحضرها سوى الحاصلين على تصنيف أمنى رفيع، لكن سارة دخلت فجأة وانضمت إلى الجلسة، فتوقف داجان عن الحديث فطلب منه نيتانياهو أن يكمِّل، لكن الآخر قال إنه يفضل المواصلة بعد خروج السيدة، فقال له نيتانياهو أكمِّل لأن سارة هى «شريكة أسراره»، لكن داجان لم يقتنع بذلك قائلا: «لا أظنها قد حصلت على تصنيف أمنى»، فخرجت سارة غاضبة من الغرفة مغلقة الباب من خلفها بدوى شديد، ولاحقا لم يتم استدعاء داجان ثانية لمقر سكن نيتانياهو، وكانت اللقاءات من بعدها فى مكتب رئيس الحكومة، أو فى مقر قيادة جهاز الموساد».
وهكذا كانت خيانة الزوج الباب الملكى لعبور سارة لسُدة الحُكم الفعلى فى إسرائيل ليكون من سلطاتها تحريك سرب من طائرات الـF35 كمظلة واقية لحمايتها، الزوج الذى أوصلته نصائحها الموكوسة أن الكلابشات فى انتظاره على أرض أى مطار فى 120 دولة على مستوى العالم.
ويا سنية يا بنتى لمىّ كل الفوارغ وارميهم مايلزموناش.. هنا حاجة تانية خالص غير عند مدام سارة اليهودية الشاطرة أم قلب ميت اللى تفوت فى الحديد وتقف تبتسم للكاميرات فى المحاكم فى كل جناية ترتكبها، وتتحكم فى كلتها حاجة من أول الفيتو الأمريكانى والناتو الألمانى وتطعيم شلل الأطفال فى غزة ومصير الأونروا وتمييع المفاوضات وتوسيع الفجوات وتفجير المنازعات وتعطيل المساعدات ووقف الإمدادات وإسكات صوت فيروز للقدس مدينة الصلاة وتعيين الوزراء وتوجيه مسارات الطائرات الإف خمسة وتلاتين.. وتعرف تسوق الفوارغ لحسابها ولها سوابق معلنة فى هذا المجال بالذات، وادعى معايا يا سنية جوزها وهو بيحلق ذقنه بموس جاره المليونير «جيمى فاكر» ينزلق من كفه المرتعش لتحت شويتين لأجل يخلص العالم من شروره.. ويا قادر يا كريم.
وإلى زوال سارة وزوجها مجرم الحرب ولتبقى فلسطين الأمل يتجسد فى عيون الصغار فهم يرثون مفتاح الصمود والحياة رغم الدمار ورغم الدموع ورغم الجراح.. فلسطين أم لم تنجب إلا الأبطال.. ولكل شعوب الأرض وطن يعيشون فيه، أما الفلسطينيون فلديهم وطن يعيش فيهم.. وسلام لأرض خلقت للسلام وما رأت يوما سلاما.. وأبدًا لن تخطئ البوصلة الطريق ستظل أبدًا تشير إلى فلسطين التى تُعلمنا أن الحُلم لا يمكن أن يحال إلى التسوية، بل يتجسد من خلال التحدى والصمود.. فلسطين سيشرق فجرك فوق الربى.. سيشرق مهما يطول العدا ويقصف بالغدر كل الثغور.. فلسطين التى اعترفت بها 147 دولة.. وطن بعطر الشهداء.. وما كانت يومًا وطنًا بل هى قلبًا وحبًا ونبضًا.. فلسطين اللـهم فرجًا عاجلا غير آجل وعوضًا وانتقامًا وحسبنا اللـه ونعم الوكيل.. ويحسبونك يا غزة لو داسوا عليها تنكسر ولكنك قنبلة لو داسوا عيها تنفجر.. غزة لها القلوب تهفو، ولها الروح تفدى، ولصمودها تنظم الأشعار ليقول عنها الشاعر محمود درويش: «إن سألوك عن غزة قل بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلى عليه شهيد».. وحقيقة كفَتَ فلسطين العرب شرف المقاومة وأسقطت عنهم فرض المواجهة.
لمزيد من مقالات سـناء البيـسى رابط دائم: