لا شك فى أن الاهتمام الرئاسى بألا يفرض صندوق النقد مزيدا من الأعباء على المواطنين وسط الظروف الصعبة التى يعيشونها بالفعل قد أسعد كثيرا من المصريين، ولا شك فى أنه سيسعدهم أكثر قدرة مصر على التخفيف من اللجوء للصندوق الذى أضرت شروطه بمعظم من لجأوا إليه، وأن يكون اعتمادنا على حسن وتعظيم استثمار ما تملكه بلادنا من ثروات طبيعية فى رمالها وبحارها ومناجمها وآبار غازها وكنوزها السياحية التى لا تعود فقط إلى حضارتها القديمة أول حضارة عرفتها الدنيا، ولكن أيضا ثرواتها وطرزها المعمارية والعمرانية عبر ما شيد على أرضها من طرز حضارية ومن المهم مراعاة الموروث العمراني، خاصة فى مقابر الرموز والخالدين، فهناك دول أخرى فى المنطقة تحاول إحياء وتعظيم موروثات من عدم أو شديدة التواضع، وإلى جانب ترشيد وحسن استثمار ثرواتنا الطبيعية والعمرانية والسياحية لا يقل أهمية عن هذا الاستثمار إدراك ما لدينا من ثروات بشرية من العلماء والخبراء فى معاهدنا البحثية والقومية وجامعاتنا يتطلعون إلى أن يقدموا ما لديهم من معارف وعلوم ونتائج أبحاث شديدة الأهمية للمشاركة فى تحقيق ما يليق ببلدهم من تقدم، ويعالج تراجعات فى مجالات مختلفة فى الوقت الذى تتهافت أكثر الدول تقدما على دعوتهم للعمل بها والاستفادة بما لديهم من خبرات وأبحاث خاصة فى إحداث ثورات زراعية وصناعية تعيد لمصر أمجادها فى المجالين، وأتساءل: أين منتجاتنا من المفروشات والملابس التى كان لا يضاهيها أى منتج آخر فى العالم بينما المنتجات الفاخرة التى حلت محلها تحمل علامات أجنبية وبأسعار خرافية؟! لقد كان إنشاء مصنع المحلة للغزل والنسيج من أهم معالم النهضة الصناعية الكبرى التى قام بها الاقتصادى والوطنى الكبير طلعت حرب، وأين أقطاننا طويلة التيلة هل استبدلت بما فرضه مستثمرون بزراعة الأقطان قصيرة التيلة لينفرد كارهون لنا ببذرة أندر أنواع أقطاننا؟! ولماذا ما زلنا الأوائل فى استيراد القمح رغم كل ما قدمه علماؤنا وخبراؤنا فى الزراعة وقمت أنا بإثباته فى سلسلة مقالات أعتز بها على صفحات «الأهرام» من إمكانية اقترابنا من حدود الاكتفاء من إنتاج قمحنا بل والاكتفاء منه اذا قمنا بخلطه بالشعير والذرة وبكل ما تعنيه هذه الزراعات وخليط طحين القمح بها من حماية لدخلنا القومي، وتقليل ما ينفق من عملة صعبة فى استيراده وأيضا ما يحققه من صحة وقوة للإنسان والأرض والحيوان، وأطالب بتنفيذ ما طالب به أعضاء مجلس الشيوخ من تحسين كفاءة الانفاق العام وضمان توجيه مواردنا المالية نحو القطاعات الأكثر احتياجا وفى رأيى أن من المهم حسن وتعظيم استثمار مصر لثرواتها الطبيعية والبشرية وعدم تحميل المواطنين مزيدا من الأعباء، وليس كما تقول مديرة الصندوق إنهم يقدمون الدعم لمصر لاستقرار الدولة والتنمية.. ما نجحت واستقرت ونمت إلا الدول التى عظمت واعتمدت على ثرواتها الطبيعية والبشرية.
ومثل العالم كله تابعت خلال الأسبوع الماضى وقائع الانتخابات الأمريكية ولم تكن المشكلة بالنسبة لى من سيفوز من المرشحين ولكن من سيحقق الوعود التى قدمها طوال حملته الانتخابية، والآن وبعد أن فاز المرشح الجمهورى الذى كان جزءا أساسيا من حملته الانتخابية التودد والتقرب للعرب وإعلان ما يملكه لهم من مشاعر دافئة ستجعله يحقق كل ما يتطلعون إليه وتحقيق ما يتطلع إليه العالم من سلام وإيقاف للحروب، بل وبشكل مباشر كرر الإعلان عن إنهاء الحرب على غزة ولبنان ولم يتطرق لأى هجوم على الكيان الإرهابى الصهيونى الذى سبق خلال ولايته السابقة دعمه له بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإهداء الجولان السورية إلى الكيان الإرهابى، بل وإعلان أن مساحة أرض الكيان المسروقة من أصحابها الفلسطينيين ضيقة على الكيان ويجب أن تزيد وتتسع وهو ما يعنى تحقيق أطماع الكيان الصهيونى فى الامتداد، لذلك لم يضع حدودا حتى الآن للأراضى التى نهبها من أصحابها بمساعدة بريطانيا والولايات المتحدة، إنهم عندما يحتاجون إلى مساندة العرب على استعداد لتقبيل أيديهم بل وأقدامهم، وعندما يتحقق لهم ما يريدون ينقلبون عليهم ويكشفون عن وجوههم الحقيقية وأظن أنه لا أحد ينسى ما فعله كيسنجر أشهر وزراء الخارجية الأمريكية عندما حققنا نصرنا العظيم على الكيان الصهيوني، وكيف توسل للعرب لعدم قطع البترول عنهم، وما أريد أن أدعو إليه الآن ـ وبعد أن أصبح المرشح الجمهورى الرئيس السابع والأربعين لبلاده أن تطالبه أمتنا بالوفاء بوعوده الانتخابية خاصة إيقاف الحرب على غزة والضفة الغربية ولبنان لكشف ما لم تتوقف الإدارات الأمريكية عنه من خداع وأكاذيب وعدم احترام لحقوق أمتنا، وأعود لأؤكد ما كتبت عنه كثيرا فى حالة استمرار حرب الإبادة والتجويع التى يشنها الكيان الإرهابى على غزة ولبنان ودعم الإدارة الأمريكية لهم كالمعتاد إلى ضرورة تنفيذ مقاطعة أمتنا الكاملة للورم الصهيونى لتأكيد ما أكده مفكرون كبار من أن فرض العزلة على الكيان الإرهابى الصهيونى لابد أن يقود إلى استئصاله من الأراضى الفلسطينية وإعادته مشردا كما كانت سيرته الأولى، وفى النهاية أرجو ان يتذكر الرئيس الجمهورى الفائز والصادرة ضده احكام جنائية أن من أهم أسباب فشل الحزب الديمقراطى هو ترك الكيان الإرهابى الصهيونى يرتكب جرائمه والتصفية العرقية ضد الشعب الفلسطينى ومواصلة إمداده بأحدث وأبشع أسلحة الحرب وكان احدثها قاذفات B52.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: