رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

جيش مصر.. الدرع والسيف

يقول تاريخ مصر القديم والحديث إن قوة هذا البلد وعزته وكرامته من قوة الجيش واتزانه وانحيازه المتفرد للوطن والشعب, ومن هنا يكثر المشككون والصائدون فى الماء العكر، وهواة الهدم لغرض فى أنفسهم، ولكن تأتى الحقائق والوقائع، لتكشفهم وتعريهم، وترد نبالهم إلى صدورهم، ويزداد الشعب عشقا واحتراما لجيشه، واقترابا منه، والوقوف خلفه بكل وعى وثقة، تاركا للأعداء الحسرة، والبحث عن كذبة أخرى، لا تجد صدى كسابقاتها.

ويقينى أنه ليس هناك من يستطيع أن ينال من جيش مصر العظيم، وكيف يستطيعون، وهو من أقدم الجيوش النظامية على سطح الكرة الأرضية، تسبقه أمجاده وبطولاته التى لم يعرف التاريخ مثلها، وإنجازاته التى تعانق القمم الشامخة، وسوابقه التى يبوح بأسرارها تراب الوطن الغالي، ويشهد بها القاصى والداني، وانتصاراته التى تفوح رائحتها من أرضه المقدسة، إنه ــ بحق ــ جيش الوطنية والفداء، التضحية دستوره، والبطولة من سماته، وقهر المستحيل من صفاته، فهو معلم الأجيال، ومربى النشء، وهو حامى الحمى، ورافع راية النصر.

إن صفحات كثيرة لا تتسع للحديث عن الجيش المصري صاحب المنهج الواحد، دون انحياز إلا للوطن والشعب، والملاذ الذى يجده الوطن عند الخطر، وهو الحامى الذى يراه المواطنون بجانبهم عند الشدائد، وهو المنقذ فى الأزمات، وهو الرادع لكل من تسول له نفسه، أو يحدثه شيطانه، بالاقتراب من مصر وأهلها، وتهديد أمنها وسلامتها، وهو الجزء الذى لا يتجزأ من الشعب، بحكم أنه من أبناء الوطن، ولم يعتمد يوما على المرتزقة الأجانب.


وعلى مدار سنوات طويلة، وعن قرب من خلال مسيرتى المهنية، أدركت المكانة العظيمة والاحترام الشعبى والدولي الذى يتمتع به الجيش المصري، وهذا ليس من فراغ، وإنما نتاج تاريخ عريق، وانتماء وطنى لا غبار عليه، ودور إقليمى وقارى ودولي لا يمكن الاستغناء عنه، وعرفت، وتعلمت، أن ما يقوم به الجيش فى النهوض بالوطن وبنائه، وتشييد مشروعاته القومية العملاقة، ليس إلا الدور البسيط الذى يلتصق بدور عميق، وهو حماية مقدسات الوطن، والحفاظ على أراضيه ومقدراته وثرواته، فهو مؤسسة عسكرية متكاملة، لها عراقتها، ولا أجد أفضل من الوصف الذى نعته به الرئيس عبد الفتاح السيسى، عندما قال فى افتتاح محطة عدلى منصور والقطار الكهربائى الخفيف: «الجيش أسطورة مصر»، وتابع الرئيس «قلت هذا عندما كنت وزير دفاع، الجيش السبب الذى جعله ربنا عمودا كى يستند عليه البلد فى أى وقت».

ويشهد المصريون وغيرهم بأن جيش البطولة والشجاعة فى ميادين القتال نجح، فى الحياة المدنية، فى كسر حدة الاحتكارات، ورفع العبء الأكبر من عن كاهل المواطن البسيط وقت الأزمات، واستطاع أن يكون العمود الفقرى فى الحياة المصرية، وأصبح النور الذى يفتح طريق الأمل والحياة الكريمة، وهو الذى حقق النصر فى أكتوبر 1973، وحمى البلاد فى أحداث 25 يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013؛ ليبقى الجيش الوحيد الذى يعطى بلا حساب فى الحرب والسلم.

حضرت ــ بحكم تخصصى ــ الكثير من المناورات والأنشطة التدريبية وتفتيش الحرب والعروض العسكرية، وأيقنت أننا أمام جيش غير عادي، على كل المستويات، فهو مسلح بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا، ويضم قادة على أعلى مستوى من الإدارة والتخطيط، وأفرادا على كفاءة عالية، وبراعة فى إنجاز المهام المكلفين بها.

وكنت شاهد عيان على تنفيذ النشاط التدريبي «ردع 2024»، الذى نُفذ مؤخرا بمسرح عمليات البحر المتوسط بالذخيرة الحية وبمشاركة الأفرع الرئيسية، وبحضور الفريق أول/ عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق/ أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من القادة، واستمعت، وشاهدت، واطمأن قلبى بالأداء المتميز والكفاءة القتالية العالية للقوات المشاركة، والتى أظهرت قدرة وجاهزية رجال القوات المسلحة فى حماية مقدرات وثروات مصرنا الغالية على كل الاتجاهات الإستراتيجية.

على متن حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر» جمعنا لقاء مع القائد الفريق أول/ عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الذى قال إن جيش مصر دعم وسند للشعب، وهناك حرص تام على التطوير الدائم لخطط وبرامج التدريب القتالي، وفقا لأسس علمية مدروسة تسهم فى الارتقاء بمنظومة إعداد وتأهيل الفرد المقاتل، والذى يعد الثروة الحقيقية للقوات المسلحة وركيزتها الأساسية فى الدفاع عن الوطن وصون مقدساته، والقوات المسلحة دائما فى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالى، من أجل حماية أمن مصر فى ظل ما تموج به المنطقة من تحديات خلال الفترة الحالية.

قبل انطلاق النشاط التدريبي «ردع 2024» التقينا الفريق بحري/ أشرف عطوة، قائد القوات البحرية، الذى تحدث عن حرص القوات البحرية على الابتكار فى مجالات التصنيع والتكنولوجيا، والحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والكفاءة القتالية.

وأستطيع أن أقول إن جيش مصر، بتاريخه وقادته، وأبنائه وثوابته، هو درع الوطن وسيفه، لم تشغله مهمته الإضافية فى الحياة المدنية يوما عن المهمة الأساسية، فى ردع كل من تسول له نفسه مجرد التفكير فى تهديد أمن البلاد، وهو يعمل فى صمت وتواصل؛ من أجل تطوير وتحديث أدواته فى القتال، ويأخذ بكل أسباب التكنولوجيا المتقدمة فى المجال العسكري، حتى أصبحت له مكانته المتقدمة بين جيوش العالم، بل ويتفرد فى ترابطه وتماسكه ووطنيته التى لا يستطيع أحد أن يثير الشك فيها، أو أن ينال منها.

وكم انبهرت بما وصل إليه الجيش المصرى من كفاءة قتالية، لما تضم من تفاصيل دقيقة، والمحصلة النهائية أننا أمام جيش منضبط، يعرف ماذا يفعل، وأين يتحرك، ويعمل فى صمت من أجل حماية الوطن والشعب.

ورغم قوة الجيش المصري، وتعدد أذرعه، فإنه لم يكن فى يوم من الأيام آلة للعدوان والحرب، ولا نافخا فى أبواقها، ولا داعيا إليها، بل اعتمد أسلوب القوة الرشيدة، التى تزن الأمور بكل دقة، ولا تميل بسبب هوى أو مصلحة، بل القوة التى تحمي، ولا تعتدي، تردع أعداء الوطن، وتبعث إليهم برسالة أن مصر وأرضها وشعبها، وكل ما وهبها الله من ثروات، فى حماية جيش لا تنام عيون أبنائه، وتسهر على حفظه آناء الليل وأطراف النهار؛ حتى ينام المصريون، آمنين، مطمئنين.. فادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، ففيها جيش عظيم، يستحق كل التحية والتقدير.

 

***

إن جيش مصر، بتاريخه وقادته، وأبنائه وثوابته، هو درع الوطن وسيفه، لم تشغله مهمته الإضافية فى الحياة المدنية يوما عن المهمة الأساسية، فى ردع كل من تسول له نفسه مجرد التفكير فى تهديد أمن البلاد

[email protected]
لمزيد من مقالات مـاجــــد منير يكتب

رابط دائم: