تَتَسَبَّب إسرائيلُ فى توريط مؤيديها بالغرب فى تبعات خطيرة نتيجة لفضح المجازر البشعة لحكومتها وجيشها ومستوطنيها ضد المدنيين المسالمين العزل فى غزة والضفة الغربية ولبنان، خاصة فى التوحش بقتل الأطفال وتشويه من ينجو منهم من القتل، ومنعهم من العلاج حتى بحرمانهم من مصل شلل الأطفال، وتعريض الجميع للموت جوعاً وعطشاً ورعباً ويأساً..إلخ! وقد صارت أخبار وصور كل هذا متاحة أمام العالم أجمع بفضل السوشيال ميديا التى أجبرت الإعلام التقليدى على عدم تجاهلها! وهذه جرائم لا يقدر حكامُ الغرب عملياً على تحمل مسئولياتها، ليس ليقظة ضميرهم الإنسانى، وإنما لأسباب إجرائية عملية، خشية أن يُنسَب لهم أنهم شاركوا إسرائيل فى ارتكاب جرائم الحرب الرهيبة، ومنها جريمة الإبادة الجماعية التى تواجه فيها إسرائيل اتهاماً أمام محكمة العدل الدولية. كما أن السياسيين الأوروبيين الأكثر خبرة وحنكة يخشون أن يلتصق بهم تاريخياً أنهم دعموا إسرائيل فى ارتكاب جرائم حرب. وكما هو مُتَوَقَّع كانت الدول الأوروبية أسرع من الولايات المتحدة فى محاولة تصويب أخطائها، فراحت تبدى اهتماماً لتبلور وعى قطاعات عريضة ناشطة فى أوساط جماهيرها أدركوا حقيقة جرائم إسرائيل، فانطلقت مظاهراتهم تدين حكوماتهم على تأييدها لإسرائيل، وكان هذا تحديداً هو ما يحسب السياسيون الأوروبيون حسابَه خشية أن يُؤَثِّر فى العمليات الانتخابية، بما يهدد بخسارة من يؤيد إسرائيل.
وجاء أوضح موقف أوروبى، الأحد الماضى، على لسان جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، عندما قال إن إسرائيل تتحدَّى العالم، وتنظر للعالم بفوقية، وتتعامل بمبدأ إذا لم تكن معى فأنت معادٍ للسامية. وطالب بمساءلة شاملة ومحايدة لها. وقال إن ما يحدث فى غزة هو أسوأ مأساة حدثت فى العالم والأكثر بشاعة منذ الحرب العالمية الثانية، وأكد أن ما حدث لليهود فى الحرب العالمية الثانية لا يبرر السكوت على ما يحدث الآن ضد الفلسطينيين وتدمير بلادهم وخطف البراءة من عيون أطفالهم، ودعا المجتمع الدولى إلى ضرورة اتخاذ تدابير قسرية لوقف الصراع فى الشرق الأوسط، وطالب بحل الدولتين كوسيلة وحيدة لإنهاء الحرب ونشر السلام والأمن.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: