بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، قاد دولته المزعومة لأسوأ عام، وأسوأ حرب.. لن يحكم التاريخ على نيتانياهو باعتباره محاربا صالحا يقود الغرب فى حرب يعتبرها مقدسة على ما يصفها بـ«الفاشية الإسلامية»، كما يرى نفسه، بل سينظر إليه التاريخ على أنه السياسى الأحمق الذى قاد إسرائيل بشكل أعمى إلى أحداث السابع من أكتوبر 2023، وكل الكوارث التى أعقبت ذلك.
لم يقل هذا الكلام كاتب عربى، أو صحيفة عربية، بل كتبته صحيفة «هاآرتس الإسرائيلية» فى ملفها عن عام الحرب فى غزة، وإذا كان السابع من أكتوبر من العام الماضى بلا شك أسوأ يوم فى تاريخ إسرائيل، فإنه بسبب سياسة نيتانياهو وأعضاء حكومته المتطرفة تحول إلى أسوأ عام، وترك ندوبا على النفس الإسرائيلية.
لقد وجدت هذه الافتتاحية الإسرائيلية وقد فرغت لتوى من حلقة فى برنامج تليفزيونى مميز (المشهد) على محطة «تن» المصرية مع المحاور نشأت الديهى، والتى أدارها مع 4 من كبار المتخصصين لتقييم الحرب على غزة، ثم الحرب على لبنان، وقد استمتعت للغاية بهذا التقييم لنتائج العام، وكان رأيى أننا لسنا إزاء حرب، وإنما إزاء عدوان إسرائيلى على الشعبين الفلسطينى فى غزة، واللبنانى فى الضاحية الجنوبية، وعلى الحدود الشمالية فى الجنوب.. عدوان وقع على المدنيين بالطائرات، وآلة الحرب الإسرائيلية المفتوحة أمامها خزائن التسليح الأمريكية، والغربية، ضد مجموعات من المقاومين لا يملكون هذه الأسلحة اللهم إلا بعض الصواريخ التى لا تصيب أهدافها (عادية) ولكنها تحدث الارتباك.
أعتقد أن وصف ما يحدث من عدوان أنه حرب فيها منتصر أو مهزوم خديعة كبرى لا يقبلها إلا عقل اليمين الإسرائيلى، أو نيتانياهو (عقول المجرمين والإرهابيين)، بل خلط فى المصطلحات، فالعدوان جريمة لا تغتفر، ولا تسقط بالتقادم، خاصة إذا كان العالم كله شاهدا على جريمة الإبادة البشرية للغزاويين، وما يحدث من نزوح، وتهجير جماعى للفلسطينيين، واللبنانيين، مع تدمير كامل لمدنهم، فهى جريمة كاملة ضد الإنسانية بكل المقاييس، وليست حربا ملعونة فقط، وكل نجاحات إسرائيل فى هذا الصدد هى نجاحات تكتيكية ضد قادة حزب الله، ولكن دون فوائد إستراتيجية.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: