رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
الدعم النقدى لِرَبَّة الأسرة

لعله يُسْتَحسَن أن تكون ربة الأسرة، وليس الرجل، هى التى تتحصل باسمها، رسميا، على الدعم النقدى المخصص للأسرة، إذا ما تَقَرَّر إلغاء الدعم العينى المعمول به حتى الآن. وبرغم أنه ليست هناك أبحاث اجتماعية متاحة يُستَرْشَد بها فى هذا البند، وأن كل متدخل يفهم حسب متابعاته ومشاهداته، وما يمكنه شخصيا استخلاصه، فلعل أكثر الأسباب وضوحا تراه فى الأسر بعد الطلاق أو الانفصال، حيث يتعنت آباء كثيرون فى الإنفاق على أطفالهم. وهناك أسباب أخرى فى حالة الأسرة المستقرة، منها أن المرأة، على الأغلب وفيما يَخصّ مصلحة البيت والأبناء، أكثر دراية من الرجل بالاحتياجات وأولوياتها، كما أنها أحرص على الأطفال وعلى رعايتهم، خاصة تغذيتهم، كما أنها أكثر تدبراً من الرجل، وذلك بحكم تراث تليد أثبتت فيه المرأة المصرية أنها جديرة بأن تثق الدولة فى قدرتها على تحمل هذه المسئولية. كما أن هناك أسبابا خاصة بالرجل تدعم الاقتراح، فحتى إذا كان الرجل مخلصاً لأسرته، إلا أنه، إذا صارت له مسئولية التصرف فى الدعم النقدى، فسينظر له غالباً على أنه زيادة فى دخله، وليس إضافة للأسرة من الدولة وفق خطة محددة لغرض محدد. وربما يجد لنفسه، بهذه الزيادة، منفذاً لاستفادته الشخصية، بالإنفاق أكثر على متع محروم منها، حتى لو كانت مثل التدخين، بما يترتب عليه إفشال الهدف العام من اعتماد الدعم النقدى، ويتسبب أكثر فى معاناة أسرته بعد إلغاء الدعم العينى.

أما الرجل الملتزم بمصلحة أسرته فلا يضيره أن تستلم المرأة الدعم، وسوف يتفهم أن هذا ليس تمييزا للمرأة عليه، وإنما هو حرص من الدولة على مصلحة أسرته وأطفاله. ولن يتذمر من هذا إلا الرجل الأنانى الذى يريد أن يوسع على نفسه على حساب أسرته، أو من يحكمه عقل ذكورى لا يثق فى قدرات المرأة.

هذا اقتراح للجنة الحوار الوطنى التى كَلَّفها الرئيس السيسى بدراسة الموضوع، وبتحديد ما هو أنسب، ليس فقط لميزانية الدولة، وإنما للأسرة التى تخصص لها الدولة الآن دعما عينيا، وما إذا كان الدعم النقدى أفضل، وبأى صورة، وبأى إجراءات.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: