كل عام وانتم بخير بميلاد سيد الخلق نرجوه بداية هداية ورشد لكون فقد عقله ورشده وإنسانياته وضميره.
توقعت ردود الأفعال وأنا أكتب مقالى الذى نشر الأحد الماضى عن الحيثيات التاريخية والاجتماعية والثقافية والإنسانية التى استندت إليها فى الرفض القاطع والحاسم لعودة التمثال المهين لديليسيبس إلى القاعدة التى وضع فوقها لتكريس الفكر الاستعمارى وخداع العالم بالادعاءات والأكاذيب بأنه المالك الأصيل لفكرة حفر قناة السويس، وقد تناولت فى مقال الأحد الماضى كل ما يفند ويكذب ادعاءات المدعو ديليسيبس والتى عادت فكرة إعادة تمثاله المهين تتجدد وتجد مؤيدين ممن يفتقدون الروح الوطنية ويتجاهلون كتابات مفكرين ومؤرخين عرب وأجانب تثبت وتوثق الأضرار والانتهاكات والمخاطر والآثار السلبية التى تسبب فيها ديليسيبس وشركته الفرنسية وانعكست على الشعب المصرى والاقتصاد الوطنى من 1854 حتى 1956 واكتشف أبناء بورسعيد أن من أحفاد المستعمرين ومن الذين نهبوا بلادهم تكونت فى فرنسا جمعيات تحاول أن تفرض على المصريين القبول بإهانة تاريخهم الوطنى وتمجيد رموز استعمارهم بإعادة تمثال الصانع الأول لهذا التاريخ الأسود إلى مدخل قناتنا، بدلا من المطالبة بالتعويضات الواجبة عن بعض ما استولت عليه الشركة الفرنسية والذى هاجمه الرائد الاقتصادى العظيم طلعت حرب فى كتاب صدر 1910 عندما ظهرت دعوة لمد امتياز الشركة الفرنسية 40 سنه أخرى تبدأ من 1968 وتنتهى عام 2008 أو لا تنتهى أبداَ وفقا لعقود الإذعان التى وقعها الخديو سعيد استجابة لحيل وخداع ديليسيبس للموافقة على تأسيس الشركة التى تم اشهارها فى فرنسا وتكون مجلس إدارتها من 21 فرنسيا و10 من الانجليز وهولندى ودون مصرى واحد يشارك فى إدارة القناة، التى اعتبرتها الشركة الفرنسية ملكا لها، هى وكل من استفادوا أو تربحوا منها، وكانت وراء المحاولات المتكررة لإعادة التمثال المهين لديليسيبس إلى مدخل قناة السويس ببورسعيد وكانت وراء القضية 3134 التى رفعها قبل سنوات مجموعة من الوطنيين من أبناء بورسعيد!! وكما كتبت من قبل لم يعرف رأى من يؤيدون عودة التمثال المهين لكرامتنا ووطنيتنا فى التمثال الأبشع الذى وضعه الفرنسيون فى مدخل جامعة السربون لشامبليون يضع حذاءه على رأس أحد ملوك مصر القديمة!!! وفى مطبوع كاشف لجرائم الشركة الفرنسية صدر عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية جاء فى المقدمة أن الحركة الوطنية بزعامة محمد فريد قاومت محاولة مد امتياز القناة وقادت حملة لتحريرها من السيطرة والنفوذ الأجنبى، وهاجمت الحكومة المصرية وقتذاك وحذرتها من التساهل فى تحريرها مع علمها أن هذه السيطرة الأجنبية على القناة كانت السبب فى ضياع استقلال مصر .
تاريخ طويل من المقاومة لرفض إهانة تاريخنا الوطنى ومحاولة نفى وجود وطنيين أمناء على تاريخهم الوطنى فى مدينة المقاومة وصناعة الانتصار على القوات البرية والبحرية والجوية أثناء العدوان الثلاثى 1956، وحيث كان إسقاط المقاومة للتمثال المهين من أهم رموز النصر وبما يفرض التساؤل عن طبيعة وتوجهات الذين ينادون بإعادة التمثال المهين ليعيد تشويه مدخل القناة وتشويه القيم الوطنية والحقائق التاريخية ونضال الآباء والأجداد ودماء وأرواح الشهداء ـ انه لا يطالب بهذه العودة إلا من يريدون إحياء وتمجيد الحقبة السوداء لديليسيبس والاستعمار الإنجليزى والفرنسى وتضليل وإفساد وعى الأجيال، علاوة على عدم احترام قرار الدولة بنقل التمثال المهين لديليسيبس إلى بيته الذى عاش فيه بالإسماعيلية وحتى لا تكون إعادة التمثال المهين إلى قاعدته عقد إذعان ورضوخ جديد لمؤيدى عودته، ويعرف كل من لديه عقل ووعى وطنى وتاريخى أن التماثيل لا ترفع إلا لرموز وأبطال أضافوا وحققوا ما يستحقون من أجله التمجيد، فهل من يريدون إعادة التمثيل المهين للكرامة الوطنية ونضال الآباء والأجداد ولدماء الشهداء يريدون إحياء وتمديد هذا التاريخ الأسود؟!… أعيد واكرر تساؤلاتى لعلكم تستفيقون وتدركون تعارض كرامتكم الوطنية مع عودة هذا التمثال المهين لمدخل قناتنا التى استشهد من أجل حفرها 120 ألف عامل وفلاح مصري، وآلاف الشهداء فى المقاومة والانتصار على عدوان 1956 الذى توج بإسقاط الفدائيين للتمثال المهين وليصبح إسقاطه عيدا سنويا للنصر المشرف، فهل نلغى كل هذا بإعادة التمثال المهين إلى مدخل ميناء بورسعيد لتكريس ودعم التاريخ الأسود بكل ما فعله الاستعمار بالمنطقة؟!
◙ تحية لكل من دعا إلى تدريس اللغة العربية والقيم الدينية والتربوية والتاريخ المصرى بالمدارس الدولية والأجنبية ببلادنا، بحيث لا يجهل أبناؤنا الذين يدرسون فى هذه المدارس لغة بلادهم أو قيمها الدينية والتربوية ويتعرفون معرفة وثيقة على التاريخ العظيم لبلادهم، هذا التاريخ الذى يبدأ به تدريس مادة التاريخ فى جميع مدارس العالم المتقدم، ولا أعرف كيف يعترض بعض الآباء والأمهات على تدريس هذه المواد لأبنائهم كما كتب الكاتب الكبير رفعت فياض بصحيفة أخبار اليوم السبت 7 سبتمبر2024.. تحيه لمن أعاد الحياة لأبنائنا فى المدارس الخاصة والأجنبية وجعل اللغة العربية والقيم الإيمانية وتاريخ أم الدنيا معارف وعلوما أساسية فى تربية وتنشئة أجيالنا الجديدة خاصة فى التعليم الأجنبى والخاص.
◙ ومن رسالة يكتبها الإعلامى المحترم عليوة الطوخى إلى رئيس مجلس الوزراء أنقل وأؤيد نداءه الإنسانى باسم أصحاب الأمراض المزمنة وفى مقدمتها السكر والضغط ونقص ما تحتاج إليه من أصناف دواء مختلفة وكذلك أشاركه التحية للدور الذى تقوم به مؤسسة صناع الخير من رعاية طبية وغيرها من إجراء عمليات جراحية وتقديم الرعاية الطبية للمؤسسات التى أبرمت تعاقدات مع العديد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة فى مبادرة لحماية أصحاب القدم السكرى ..اكتب من خلال معاناة ذاتية كادت تفقده قدمه نتيجة عدم استكمال المراحل السليمة للعلاج .
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: