ليس بلدنا ــ مصر ــ كأى بلد، وليست أحياء وشوارع وبيوت القاهرة والإسكندرية وطنطا وأسيوط والمحلة وأسوان... إلخ، كأى أحياء! إنها تاريخ قديم وعريق، ولايزال حاضرا ونابضا بكل مافى الكلمة من معنى...، وإهمالنا لها، وانعدام العناية بها يستلزم محاسبة المسئولين عنها، بلا تهاون أو تراخ! هل تعرفون مثلا أن حى المعادى أنشأه الخديو اسماعيل ليكون سكنا فاخرا لأبناء الأسرة المالكة والأثرياء وسراة الأجانب وبعثاتهم الدبلوماسية؟ وأضحى حى المعادى هو الحى المفضل لكثير من الدبلوماسيين، خاصة الأمريكيين! فضلا عن عدد من السفارات وبعثات المنظمات الأجنبية، الباحثة عن الهدوء بعيدا عن ضوضاء القاهرة. لذلك شعرت بالحزن الشديد، إزاء رسالة غاضبة، من إحدى ساكنات المعادى منذ نحو ثلاثين عاما، تقول فيها إن حى المعادى يحتضر! ياله من خبر فظيع ومؤلم! تقول السيدة الفاضلة أولا، إن المعادى مقسمة بين خمسة أحياء (المعادى ــ طرة ــ حلوان ــ البساتين ــ دار السلام) مما يعنى تبعيتها لعدد من المسئولين! وتقول ثانيا ــ هل تتصورون ــ أن الشارع الرئيس فى المعادى (ش 9) محفور منذ ثلاث سنوات (أكرر: 3 سنوات؟!).. «لتغيير مواسير الصرف»؟! ولايزال بطن الشارع مفتوحا! كما تشير أيضا حفر وإزالة الحديقة الكائنة أمام المول الكبير فى المنطقة! ثم تضيف الساكنة الفاضلة بعض «الطرائف السوداء» الأخرى، مثل أن إشارات المرور لا تعمل...، وأن القمامة تتراكم فى أماكن عديدة ، بلا أى خطة للنظافة! هذه بالطبع ليست «شكوى فردية» فليس مكانها هنا. إنهاــ أيها السادة ــ صرخة عالية، واحتجاج مشروع ، ضد سرطان نعرفه جميعا فى بلدنا، و ينخر بجراثيمه المدمرة، فى جسد الدولة... إنه سرطان «الإهمال»، الذى نعرفه جميعا، وينبغى أن نتصدى له بكل قوة وعزم وتصميم...، ليس أبدا من أجل المعادى فقط، فذلك مجرد نموذج فج، استحق أن أعرضه...، وإنما من أجل مصر كلها!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: