المُفتَرَض أن تهتم تحقيقات إسرائيل بعدة قضايا مهمة، فيما قيل إن الهدف معرفة حقائق الفشل الإسرائيلى فى 7 أكتوبر الماضى وما سبقه وما تلاه، إلا أن الأخبار المتداوَلة لا تُولِى هذه القضايا اهتماماً، مثل: كيف تمكنت حماس من الحصول على كميات هائلة من السلاح وتخزينها، ولا يزال لديها حتى الآن ما يُمَكِّنها من الاستمرار حتى بعد 11 شهراً؟ فهل، حقاً، تَمَكَّنت حماس من كل هذا فى غفلة من إسرائيل؟ أم أنه من تفاصيل اتفاقاتهما القديمة؟ ثم، ألم يكن كافياً لإسرائيل، كدليل مفحم على تسليح حماس أنها استمرت تنقل السلاح إلى سيناء، خلال ظروف الفوضى التى وقعت فى أعقاب يناير 2011، ولم تتوقف إلا بتصدى القوات المسلحة المصرية لها فى 2014، واستمرت فى العملية الشاملة، بدءاً من فبراير 2018. وكان يمكن لإسرائيل أن تتابع فى أثنائها عمليات نقل السلاح من غزة إلى مصر، وتعرف حجمه وأنواعه وقدراته، ثم بعد أن فرضت مصر سيطرتها وأغلقت الأنفاق مع غزة ولم يعد فى قدرة أحد العبور، كان من المنطقى أن يفكر قادة إسرائيل فى أن يكون لهذا السلاح وجهة أخرى! ثم، كيف لتدريبات مقاتلى حماس على خطة 7 أكتوبر أن تغيب عن الجيش الإسرائيلى الذى لديه أحدث أجهزة فى العالم للرصد والمتابعة، وغزة كلها مكشوفة ومساحتها نحو 360 كم مربع فقط لا غير؟ ثم كيف غفل الجيش الإسرائيلى عن العمليات المعقدة فى بناء شبكة الأنفاق الرهيبة الممتدة مئات الكيلومترات، وفى عمليات الحفر العميق، ونقل كميات هائلة من الردم المتخلف عن الحفر، وتغطية جدران الأنفاق وسقوفها بالخرسانة سابقة التجهيز، وحوائط سيراميك للحمّامات، ونظام الصرف الصحى.
أليس هناك من يُفتَرَض مساءلته فى إسرائيل عن أنه لم يفكر فى هذه الاحتمالات؟ أو أنه غفل عنها أو تورط بالمشارَكة فيها؟ أليس هناك احتمال أن بعض قادتهم كانت له تصورات انقلبت ضده؟ بخطة أن تكون غزة (سلاحليك)، لجماعة الإخوان الحليفة لهم أثناء حكمها فى مصر! اقتناعاً منه بأوهام الإخوان عن قدرتهم على التصدى للجيش المصرى، أو رغبة منه فى إشعال مصر.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: