أكدت مظاهرات السبت الماضى التى خرج فيها ما يقرب من المليون شخص فى تل أبيب والقدس الغربية وبعض المدن الأخرى فى إسرائيل أن دولة الاحتلال الإسرائيلى باتت مخطوفة لثلاثة من الأشخاص فقط هم بنيامين نيتانياهو، وبن غفير، وسيموتريتش.
ما يقرب من مليون متظاهر خرجوا فى المدن الإسرائيلية المختلفة، منددين بسلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو، ووزيريه بن غفير، وسيموتريتش، والأخطر ما صرح به رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال فى إسرائيل «الهستدروت» أرنون باردافيد حينما أكد فى تصريحات له عقب هذه المظاهرات أن رئيس الوزراء الإسرائيلى «نيتانياهو» يفكك إسرائيل وعليه تقديم استقالته.
تصريحات رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية الإسرائيلية جاءت بعد أقل من أسبوع على الإضراب الناجح الذى دعا إليه فى الأسبوع الماضى، وأدى إلى شلل كبير فى قطاعات مختلفة فى إسرائيل، مما دعا الحكومة الإسرائيلية إلى اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية لحظر الإضراب العام خوفا من مزيد من الانهيار الاقتصادى الذى تعانيه إسرائيل الآن.
الخاطفون الثلاثة (نيتانياهو)، وبن غفير، وسيموتريتش، يلعبون لعبة حافة الهاوية فى المنطقة لأنهم يعلمون جيدا أن وقف الحرب يعنى نهاية هذا الثلاثى الملعون، وبدء مرحلة جديدة فى إسرائيل وفى المنطقة، من خلال إجراء انتخابات جديدة، وذهاب تلك الوجوه إلى «مزبلة التاريخ»، ومحاكمتهم داخليا أمام المحاكم الإسرائيلى، وخارجيا أمام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمى حرب، ومكانهم الطبيعى خلف القضبان.
بعد حادث معبر الكرامة الأردنى الفلسطينى يعترف نيتانياهو بأن إسرائيل تعيش وسط بحيرة من الكراهية، لكنه لايريد أن يعترف بأنه أحد الأسباب الرئيسية لتلك الكراهية بعد حرب الإبادة العبثية فى غزة، ونتيجة رفضه إعطاء الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى طوال نحو 18 عاما قضاها فى سدة الحكم الإسرائيلى، ولم يفعل طوال هذه الفترة سوى التحريض على العنف، ومحاصرة وقتل الفلسطينيين، ورفض الاعتراف بحقوقهم الشرعية فى إقامة دولتهم والعيش بكرامة وسلام طبقا لمقررات الشرعية الدولية.
ربما تكون مظاهرات السبت الماضى بداية لعقاب الخاطفين الثلاثة، ومحاسبتهم، وربما تكون هناك حيل وألاعيب جديدة لهؤلاء القتلة لجر المنطقة كلها إلى «الهاوية».
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة رابط دائم: