إحدى المعلومات التاريخية العامة، التى أضحت - كما أعتقد - من المسلمات لدينا فى مصر، أن حرب فلسطين عام 1948، وهزيمة ما سمى الجيوش العربية السبعة..! أمام العصابات الصهيونية كانت من العوامل المهمة التى أسهمت فى إضعاف شعبية النظام الملكى، والتى عجلت بقيام حركة الضباط الأحرارفى يوليو 1952. (ومن الثابت أيضا أن الأمريكيين تدخلوا, لإسداء النصيحة! للملك الطفل (فاروق) للتنازل عن عرشه ومغادرة مصر، خشية أن يؤدى ضعف نظامه إلى وقوع مصر تحت نفوذ الشيوعية العالمية، الـتى أخذت تتمدد فى ذلك الوقت)، ولاشك أن الشعور بالمرارة والغضب من تلك الهزيمة ساد بشكل أو آخر لدى البلدان العربية الأخرى، التى شاركت وحدات منها فى حرب 1948 وأسهم فى إحداث التغيير السياسى فيها. وفى الحقيقة فإن إحدى الحقائق المهمة فى التاريخ الإنسانى بشكل عام، أن الهزائم فى الحروب، أحيانا كانت هى الدافع المباشر للتغيير السياسى.. (وربما كان من أبرزها أن هزيمة روسيا فى الحرب العالمية الأولى، وما نتج عنها من ضغوط اقتصادية على النظام القيصرى، سهلت قام الثورة البلشفية، وسقوط ذلك النظام)، ثم.. هل نتجاهل أن هزيمة النازية والفاشية فى الحرب الثانية كانت هى الثمن الباهظ الذى دفعته شعوب أوروبا للتحرر والاستقلال..؟... إننى أقول هذه الكلمات مؤمنا، بأن ما تشهده المنطقة العربية اليوم، فى عصر ينقل فيه الإعلام العالمى الرسمى والجماهيرى، على مدى اليوم كله، من حرب اسرائيلية، جائرة ووحشية، لإذلال وقهر الشعب الفلسطينى..، لن يمر أبدا دون رد فعلى منطقى، يحركه الإحساس الطبيعى للبشر بالكرامة والكبرياء. حقا، قد تكون هناك بعض استثناءات لتبلد الإحساس.. لا تبالى بالجريمة الصهيونية، ولكنها تظل مثل الزبد الذى تحدثنا عنه الآية الكريمة (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض) (الرعد-17).
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: