هناك حالة من الانفلات والفوضى التى تشوه صورة الفن والفنانين أمام الناس، وتعكس ردود أفعال سيئة لدى المواطنين، وهى تسيء لصورة الفن المصرى فى العالم العربي. من أسوأ الظواهر التى انتشرت أخيرًا، هجوم بعض الفنانين على الإسلام دينًا وعقيدة.. ماذا يعنى أن تسخر فنانة من سورة فى القرآن الكريم، أو أن تنتشر دعوة مشبوهة للمساكنة والحياة بلا ضوابط أو التزامات، أو أن تناقش فنانة قضية الصلاة وما إذا كان العمل يسبق فريضة الصلاة ؟
إن مثل هذه التجاوزات تسيء إلى صورة الفن المصرى وتشوه صورة الفنانين.. لا أتصور أن تهاجم أو تسخر فنانة قد لا تفك الخط من مقدسات دينية، أو أن تروج لأفكار شاذة وسلوكيات مريضة.. فإذا كان هناك من يطلق العنان لابنته، حتى لو كان سلوكًا منحرفًا، فليفعل ذلك فى بيته ولا يُصدره للآخرين.. أغرب ما فى هذه الصور القبيحة هو أن تجد من رجال الدين من يشجعون هذه الأفكار الشاذة، وكأننا أمام جماعات يحركها فكر مريض وأهداف مشبوهة.
إن مسئولية الفنان هى تقديم إبداع راق وجميل للناس، وليس من حقه أن يأخذ دور رجل الدين ويفتى من غير علم وينشر جهله وأفكاره الشاذة بينهم .. ليس من حق الفنان أن يُفسد أخلاق الناس حين يعجز عن تقديم فن حقيقي.. مثل هذه النماذج المتخبطة يجب أن تختفى تمامًا من الساحة، لأنهم مثل الأوبئة التى تزداد الحياة معها يأسًا وإحباطًا.. هذه الحشائش السامة لعنة تصيب الشعوب وتفسد أخلاقها.
هذه الوجوه الغريبة تنشر الفوضى وتسيء إلى الفن الحقيقى الذى ارتقى بالناس وهذب أخلاقهم.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: