رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

لا لعودة ديليسبس

عبر رقم الهاتف الذي سبق وتواصلت من خلاله مع اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد فشلت محاولتي لنقل رأى الكثير من أبناء بورسعيد وعموم المصريين خاصة سلالات المقاومة وصناع نصر 1956 لرفض إعادة تمثال الأفاك ديلسيبس إلى مدخل قناة السويس ببورسعيد بكل ما عرفه عنه أبناء بورسعيد وعموم المصريين مما ارتكبه من جرائم، جعلت مؤرخين يؤكدون ما نسب إليه من جرائم إبادة قتلت ما يتجاوز 120 ألف عامل وفلاح مصري فى حفر قناة السويس ونسبت إليه أنه صاحب فكرة حفر قناة تربط بين البحرين الأحمر والأبيض بينما فكرة حفر هذه القناة قديمة وتعود بدايتها إلى المصريين القدماء، وكذلك كل من جاء مصر غازيا وطامعا في خيراتها وكنوزها، واستغل ديلسيبس صلته بالخديو لتنفيذ الفكرة والوصول إلى المستعمرات الانجليزية والفرنسية في الشرق، ومات ديلسيبس فى بلاده محكوما عليه بالسجن فى قضيه فساد بقناة بنما!! فهل من الكرامة الوطنية أن نعيد تمثال هذا الأفاك إلى مدخل قناتنا مرة ثانية بعد أن أسقطه الفدائيون بعد الانتصار العظيم الذي حققوه على قوات العدوان الثلاثي 1956، والتي جاءت مصر طامعة في إعادة احتلالها بعد اتفاقية الجلاء التي وقعها الرئيس عبدالناصر لخروج الانجليز من مصر لينهى احتلالا امتد لأكثر من 74 عاما ولاستعادة قناة السويس التي صنعت منها فرنسا خلال نحو مائة عام دولة داخل الدولة.. ولن تتوقف محاولات إعادة بسط هذا النفوذ حتى الآن من جماعات غريبة تطلق على نفسها محبي قناة السويس ومن تحالفات أجنبية، وللأسف أيضا من بعض أبناء المدينة!! وبأمر وحس يعرف تاريخ المنطقة جيدا وما ارتكبه الاحتلال الانجليزي من جرائم والشركة الفرنسية لقناة السويس كان القرار الوطني الرائع بنقل تمثال الأفاك ديلسيبس إلى البيت الذي كان يسكنه بالإسماعيلية ضمن بقية ما يضمه البيت من مقتنياته، كاشفة عما ارتكب من جرائم ورجونا توثيق هذه الوقائع بنشر هذه الوثائق بجانبها حتى لا يقوم أحد بالعبث أو تغيير تاريخ ما حدث وما يستوجب احترام هذا القرار الوطني، الذي لا اشك مطلقا في احترام كل مصري أمين ووطني وعارف بتفاصيل التاريخ له وعدم ارتكاب جريمة تاريخية جديدة للأسف، ستكون أبشع من كل ما شهدته المنطقة من جرائم تاريخية بإعادة تمثال الأفاك ديلسيبس مرة أخرى إلى مدخل القناة ببورسعيد وعدم الالتزام بقرار نقله إلى حيث استقرت مخلفاته بالإسماعيلية موثقة بكل ما يؤكد هذا التاريخ ويمنع العبث والتضليل بإعادة وضعه في مدخل القناة ببورسعيد والذي جعل الغضب يشتعل في نفوس أبنائها لجميع المعاني السيئة والمؤسفة لعودته والتي عادت تتجدد الآن في مدينة بورسعيد مع ما يقال عن محاولات تتم لإعادة تمثال الأفاك ديلسيبس إلى مدخل القناة، وأذكر بأنه كانت هناك محاولة أخرى من قبل تصدى لها الشباب البورسعيدى من سلالات النضال والمقاومة وذهبوا بها إلى القضاء فى القضية التى حملت رقم 3134 دفاعا عن كرامة ونضال آبائهم وأجدادهم بإعادة وضع تمثال رمز يجسم ويستعيد بعض ما فعله الاحتلال بمصر وقناة السويس ومدنها ونهب عائدها لأكثر من مائة عام، وكما وثقت خلال سلسلة مقالات تدعم وتؤيد شباب بورسعيد فى رفضهم القاطع لإعادة تمثال ديلسيبس لمدخل قناتهم بكل ما يحمله إعادة التمثال من خداع للعالم وإخفاء لمخازيه والجرائم التى ارتكبها حتى عده المؤرخون واحدا من أكثر السفاحين إجراما، وإلى مئات الوثائق العربية والأجنبية المؤيدة لموقف شباب بورسعيد فى رفض إعادة التمثال المهين انضمت وثيقة تاريخية بالغة الأهمية صدرت عن الجمعية المصرية للدراسات التاريخية التى تضم نخبة من مؤرخين محترمين قاموا بتشكيل لجنة ثلاثية من أساتذة متخصصين فى التاريخ الحديث والمعاصر ومن أعضاء مجلس إدارة الجمعية والوثيقة التاريخية التى قدموها توضح الرؤية العلمية فى إعادة تمثال ديلسيبس إلى مدخل القناة أكدوا رفضهم القاطع، وأنه بعد زوال المراحل الاستعمارية لم يعد مقبولا ما كان ممكنا فى ظل قهر الاحتلال وأن تكريم ديلسيبس وإعادة وضع تمثاله على مرأى العالم فى مدخل قناة السويس باعتباره صاحب فكرة وتنفيذ القناة يعد إجحافا بالحقائق التاريخية ويفرغ الذاكرة المصرية من محتواها الحضارى ويكرس ذكرى ميراث الاحتلال، وطمس ما تحقق من تحرر واستقلال ويؤثر سلبا على شعور الانتماء الوطنى لدى الأجيال حاضرا ومستقبلا، لذلك نؤكد القرار بنقل التمثال إلى البيت الذى كان يعيش فيه ديلسيبس فى الإسماعيلية مع توثيق ما ارتكبه من جرائم بحق المصريين ... أما الموقع الذى كان عليه تمثاله فى مدخل القناة فيجب أن يوضع عليه تمثال لعامل وفلاح نموذج لمن حفروا القناة وجرت دماؤهم فى مجراها قبل أن تمتلئ بالمياه.

يحدث هذا بينما تتواصل محاولات تهويد الضفة الغربية وإعادة إحياء التهجير إليها ..إن إعادة وضع تمثال الأفاك ديلسيبس على مدخل قناة السويس ما يدعم جرائم الحرب الاستعمارية على غزة والضفة الغربية والشرق الأوسط كله وإعادة إحياء مخططات التهجير إلى سيناء ابتداء بمحور صلاح الدين ورفح الفلسطينية وما تبقى من أراض صالحة لإقامة الدولة الفلسطينية، ولا تتسع المساحة لأقدم المزيد مما تضمنته الوثائق الرسمية والدراسات العربية والأجنبية عما ارتكبه المدعو ديلسيبس فى حفر القناة والتى تفوق قدرة الضمير الوطنى على القبول أو التسامح، ولو أنصفنا لطالبنا بتعويضات عنها لتأكيد أننا شعب لا يتسامح فى كرامة بلاده وسيادة اراضيها وكل ما يمثل واجبات ومسئوليات المسئولين للحفاظ عليها.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: