نشاهد فى الأسواق كل يوم أدوات ومعدات جديدة لم تكن معروفة، بعضها بسيط والآخر معقد، ويمكن لأدوات جديدة بسيطة أن تحقق رواجًا عاليًا، وبالتالى أرباحًا كبيرة، لأنها تحمل ميزة تيسر العمل أو توفر الجهد والوقت. علينا تشجيع شبابنا من الطلاب والخريجين والفنيين على هذا النوع من الاختراعات، وأن يسارعوا بتسجيل براءات الاختراع، وأن يجدوا من يمول إنتاج مخترعاتهم. وهنا يأتى دور القطاع الخاص ورجال الأعمال فى احتضان اختراعات الشباب وألا يستهينوا بها، بل يجب أن يستثمر القطاع الخاص فى مجال البحوث والاختراعات الجديدة فى مجالات عملهم، وأن يخصصوا جزءًا من استثماراتهم فى التطوير والاختراع فى مجالات صناعاتهم، أسوة بالشركات الكبرى فى الدول الصناعية التى تدخل فى سباقات لا تتوقف فى مجال تطوير الصناعات. نرى هذا جليًا فى شركات إنتاج الهواتف المحمولة على سبيل المثال، التى تقدم نماذج جديدة من الهواتف تتضمن بعض الإضافات، مثل تطوير البطاريات أو الكاميرات أو غيرها من المكونات. وجدنا سباقًا رهيبًا بين شركة سامسونج الكورية وهواوى الصينية وآبل الأمريكية، وكذلك السباق الرهيب فى مجال إنتاج السيارات الكهربائية.
يمكن أن ينظر البعض بانبهار إلى المخترعات الأجنبية الجديدة، ويرى أننا بعيدون عن المشاركة فى هذا المجال، لكن من يرجع إلى الوراء قليلًا سيجد أن دولًا كانت فى عداد البلدان النامية تفوقت فى كثير من المجالات على دول صناعية كبرى، وتضاعف ناتجها القومى عندما اهتمت بالبحوث العلمية، واحتضنت المخترعين، وربطت بين الإنتاج والبحوث، واستطاعت تحقيق نتائج باهرة فى وقت قصير. إن الشباب المصرى معروف بقدرته الهائلة على استيعاب التكنولوجيا والتعامل معها، ويمكن أن تجد فى ورشة صغيرة صبيًا يمكنه إصلاح أعطال فى أجهزة معقدة، وتتساءل كيف تمكن صبى قد لا يستطيع القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية أن يقوم بهذا العمل المعقد. وفى فيلم النمر الأسود بطولة أحمد زكى، المأخوذ عن قصة واقعية، وجدناه يتمكن من إدخال تعديلات على آلة فى مصنع ألمانى، ويحظى بالنجاح، ويتحول إلى رجل أعمال. نماذج نجاح الشباب المصرى فى الخارج كثيرة، ويمكن أن نوفر فرص نجاح فى مصر، ونقدم منتجات مصرية بعقول وأيدى مصرية، إذا ما وفرنا البيئة المناسبة، وتشكلت لجان لفحص ما يقدمه الشباب من اختراعات، ومنحناهم الفرصة، وقدمنا التشجيع والتمويل والاحتضان. يجب أن يتكامل دور مراكز البحوث مع مراكز الإنتاج، وأن تُمنح جوائز تفوق لكل اختراع، ويحصل صاحبه على نسبة من أرباحه عند تحوله إلى منتج فى الأسواق، وأن نعامل مخترعينا معاملة النجوم، لأنهم هم من سيحققون لبلدهم النماء والازدهار والتطور.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: