يختلف دونالد ترامب عن التيار السائد الذى يؤكد أن الضربة الانتقامية من إيران لإسرائيل صارت قريبة، حتى إن بعضهم حدَّد لها سقفاً زمنياً الخميس (اليوم)، أى أنها، وفقاً لهؤلاء، قد وقعت بالفعل قبل أو مع نشر هذا المقال! أما ترامب فيقول: (صَدِّقونى، لن تضرب إيرانُ إسرائيل!). ولم ينقل الخبر أسباب يقينه بهذا. أما الإدارة الأمريكية، برئاسة بايدن، فتتخذ كل الاحتياطات لحماية إسرائيل من الضربة، فأرسلت إلى البحر المتوسط حاملات طائرات وغواصات، وشَكَّلَت تحالفاً قالت إنه لحماية إسرائيل، يضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وأصدروا بياناً شديداً يحذرون إيران وحلفاءها مما سَمُّوه (عدواناً على إسرائيل)!.إيران نفسها أكدَّت أن ضربتها قادمة انتقاماً على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، على أرضها، ووجهت الاتهام لإسرائيل بالاغتيال. كما أن أكبر حلفاء إيران، حزب الله، لديه دوافع انتقام أخرى بسبب اغتيال أحد قادته الكبار، فؤاد شكر، فى الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الذى اعترفت إسرائيل بأنها اغتالته. وأعلن حسن نصر الله أن الانتقام مؤكد، وأن الحزب هو الذى يُحَدِّد زمانه ومكانه. وهذه العبارة الأخيرة كرَّرها أكبر المسئولين الإيرانيين.
هناك وجهة نظر، بأنه حتى لو كان قرار إيران القيام بالضربة، فإن الأفضل لها أن تؤجلها إلى أقصى مدى، لأن وضع إسرائيل فى انتظار الضربة، يعنى فرض الطوارئ على قواتها وتجميع الاحتياطى من أعمالهم المدنية، بما يتسبب لها فى خسائر اقتصادية جمة، كما يكون له أسوأ تأثير على عموم الإسرائيليين، الذين يبقون فى حالة خوف من ضربة قادمة لا يعرفون أين تقع وبأى قوة، خاصة أن إيران سَرَّبَت معلومات عن أنها خَطَّطت أن تكون ضربتها، فى أبريل الماضى، ضعيفة بِمُسَيَّرات قديمة مُتهالِكة رخيصة، لاستنزاف الجيش الإسرائيلى الذى تصدَّى لها بصواريخ متطورة باهظة الثمن، كما أن إيران رصَدَت بذلك أسرارا إسرائيلية عن مكامن المنصات الصاروخية والقواعد المقاتلة والمطارات العسكرية، بما يُسَهِّل على إيران قصفها فى أى ضربة مستقبلية. كما قام حزب الله أيضاً بعرض ما صوَّرَته (مُسَيَّرة الهُدْهُد) لأهم المواقع العسكرية الإسرائيلية ولميناء حيفا وجواره، وكلها معلومات تؤكد أن إسرائيل صارت مكشوفة للراغبين فى ضربها.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: