رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

اجتهادات
خُبث انتخابى!

تحتاج كامالا هاريس، التى سيُعلَن ترشيحها رسميًا فى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى بعد أيام، إلى أصوات الناخبين الأمريكيين من أصلٍ عربي، وغيرهم من المحتجين على إبادة قطاع غزة خاصةً الشباب فى الجيل. فالمتوقع أن تكون انتخابات 5 نوفمبر المقبل على الحافة، أى لكل صوتٍ فيها قيمته، كما كان الحال فى 2020. وأصوات العرب مهمة فى مثل هذه الانتخابات، خاصةً حين تكون مؤثرةً فى ولاية متأرجحة مثل ميتشجان. ولعل هذا أحد أهم أسباب اختيار حاكم مينيسوتا تيم والز ليكون مرشحًا مع هاريس لمنصب نائب الرئيس. كفتُه رجحت فى المقارنة مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو المعروف بتعصبه، وليس تأييده فقط، للكيان الصهيوني، والذى خدم كمتطوع فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهاجم المشاركين فى الاحتجاجات ضد سياسة إدارة بايدن تجاه إبادة قطاع غزة. والز ليس نقيضًا لشابيرو. ولكنه أبدى تعاطفًا مع المحتجين والمطالبين بوقف العدوان، ودعا إلى الإنصات لما يقولونه وأخذهم مأخذ الجد، وطالب بما سماه المزيد من الإجراءات لحماية الفلسطينيين. وفى تاريخه مواقفُ قد تفيد هاريس فيما تسعى إليه مثل معارضة الحرب على العراق عام 2003. ولكنه فى المقابل صوت مع تقديم مساعدات لإسرائيل فى كل مرةٍ طُرِح فيها هذا الموضوع فى مجلس النواب خلال عضويته فيه بين 2007 و2019 قبل انتخابه حاكما لمينيسوتا. غير أنه لا نائب الرئيس الأمريكي، أى نائب، يستطيع التأثير فى قرارات حساسة ما لم يكن الرئيس راغبًا، ولا هاريس ستُحدثُ تغييرًا ملموسًا فى السياسة الأمريكية الراهنة وتُراجع العلاقة الشاذة مع الكيان الصهيوني. ولهذا ينطوى اختيارها والز على ما يمكن أن نعتبره خُبثًا انتخابيًا. فهى توجه رسالةً خادعةُ إلى الناخبين العرب ورافضى الإبادة فى غزة, وتُحاول إعطاء انطباع بأنها تنوى مراجعة السياسة التى يعترضون عليها. ولكن حتى إذا افترضنا أنها تدرك أهمية هذه المراجعة، يصعب تصور أن تُقدم عليها إلا فى هوامش صغيرة معظمها رمزى وبعضها فعلي، ولكنه لا يُحدث فرقًا. فهل ينجح هذا الخبث الانتخابي؟ سؤالُ ستُجيبُ عنه الأيام والأسابيع المقبلة.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: