رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

اجتهادات
ليسا جناحين .. ولكن!

تابعتُ فى الأيام الماضية تفسيراتٍ عدة لاختيار يحيى السنوار المفاجئ رئيسًا للمكتب السياسى المركزى لحركة «حماس». ووجدتُ تفسيرًا شائعًا مؤداه أن اختياره يدل على سيطرة الجناح العسكرى على الحركة وتهميش الجناح السياسى. غير أن الحديث عن جناحين على هذا النحو ينطوى على مبالغة. فالارتباطُ وثيق، والتداخلُ كبير، بين العسكريين والسياسيين فى مختلف حركات التحرر الوطنى التى واجهت احتلالاً فى بلادها. هذه حركاتُ مسلحة قاتلت غزاةً شرسين. ومن الطبيعى أن يكون المقاتلون المسلحون أو العسكريون هم الأساس فيها حتى يتيسر الوصول إلى حالةٍ تسمح بإطلاق مفاوضاتٍ شاملة على حلٍ نهائى، وليست محادثاتٍ جزئية على صفقات صغيرة أو مؤقتة. وفى غضون ذلك يتحرك السياسون إما للترويج للقضية التى تدافع عنها حركة التحرر، أو لمحاولة انتزاع حقٍ من الحقوق المسلوبة اعتمادًا على ما يُحقَّقه المقاومون المسلحون على الأرض. ولا تختلف «حماس» فى ذلك عن غيرها. ولكن دور «كتائب القسام» تنامى فى السنوات العشر الأخيرة، وباتت تلعب دورًا سياسيًا مباشرًا فى بعض الأحيان، كما حدث قبل أيامٍ عندما طلبت قيادتُها ممن ترشحوا لموقع رئيس المكتب المركزى الانسحاب، وأبلغتهم برغبة المقاتلين فى أن يتولى السنوار هذا الموقع فى الفترة الراهنة. والسنوار، بالمناسبة، ليس قياديًا فى هذه الكتائب، ولا يُعد بالتالى عسكريًا، بخلاف شقيقه محمد. فقد اعتُقل بعد عدة أشهر من تأسيس حركة «حماس»، وبقى قيد الاعتقال حتى 2011 حين أُفرج عنه فى إطار «صفقة جلعاد شاليط»، وأُلحق بالمكتب السياسى فى قطاع غزة. ولكن أُخذ عنه هذا الانطباع لأنه كُلف بالتنسيق بين المكتب السياسى فى قطاع غزة و«كتائب القسام» عندما كان عضوًا فى هذا المكتب، إلى جانب قيادة «جهاز الأمن والدعوة» الذى أسسه لملاحقة عملاء الاحتلال. وهذا جهازُ أمنى مدنى أكثر منه عسكريًا. والحال أنه يصعب الحديث عن جناحين سياسى وعسكرى فى «حماس»، خاصةً فى اللحظة الراهنة. ولكن يجوز القول إن فى حماس اتجاهين أحدهما وهو الأكبر يعطى الأولويةً لمزيدٍ من توطيد العلاقات مع إيران وسوريا، والثانى الصغير أكثر تأثرًا بأفكار جماعة «الإخوان» التى نشأ عليها.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: