رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

من القاهرة
الخروج إلى العالم

أشرقت شمس القرن العشرين على نوعين من تفاعلات العلاقات الدولية: الأول بين القوى التقليدية ممثلة فى بريطانيا العظمى ومعها قوى استعمارية أخرى تتقاسم بعضا من الفتات ممثلة فى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا؛ وفى المواجهة قوى بازغة نازعة إلى تقاسم الثروة البشرية ممثلة فى ألمانيا ومعها إمبراطوريات قديمة عثمانية ونمساوية، وحديثة مثل اليابان. الثانى كان القوى الكامنة التى نجمت عن الثورتين الأمريكية فى الولايات المتحدة، والبلشفية فى روسيا التى باتت الاتحاد السوفيتى. دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى وخرجت من شرنقتها عبر المحيط الأطلنطى معبرة عن ثورتها الصناعية التى ولدتها زعامة مثل ثيودور روزفلت لكى تصل إلى زعامة أخرى وودرو ويلسون عاشت تجربة الحرب لكى تطرح رؤية عالمية. الحرب أعطت دفعة للسود للقتال، وللمرأة للخروج نظرا لاحتياجات العمل، وثورة تكنولوجية جديدة، وجميعها قلبت الأوضاع الاجتماعية، وبعد ازدهار دام طوال عشرينيات القرن، فإن قيادة هربرت هوفر (1929 ــ 1933) أخذت الدولة والعالم إلى «الكساد العظيم».

قيادة فرانكلين روزفلت كانت أول وآخر من حكم لثلاث فترات متتالية (1933 ــ 1945) انتهى فيها الكساد، من خلال «الصفقة الجديدة» التى أدخلت الدولة فى الاقتصاد، ونشبت الحرب العالمية الثانية لكى تقود أمريكا العالم من خلال قدرات اقتصادية وعسكرية جبارة؛ وتعمل على تنظيمه من خلال الأمم المتحدة؛ وتوازن القوى مع القوة العظمى الأخرى فى العالم: الاتحاد السوفيتى. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود بعد الحرب تعاقبت فيها رئاسات ديمقراطية (ترومان وكيندى وجونسون وكارتر) وأخرى جمهورية (إيزنهاور ونيكسون وفورد وريجان) وصلت فيها الثروة الأمريكية إلى الفضاء، بينما كانت تعيش الحرب الباردة مع السوفيت. وفى آخر عهد ريجان تراجعت المكانة السوفيتية فى القيادة العالمية وانتهت الحرب الباردة وسقط حائط برلين، وحانت بداية «العولمة» مع العقد الأخير من القرن العشرين بقيادة الولايات المتحدة التى راحت تبشر بأن يكون القرن الحادى والعشرون قرنا أمريكيا هو الآخر!


لمزيد من مقالات د. عبدالمنعم سعيد

رابط دائم: