◙..وأعود بكم مرة رابعة إلى مدن القناة ولكن أبدأ بما يحدث في سواحلنا الشمالية وهو هجرة الطيور من برد الشتاء الأوروبى إلى دفء شواطئنا كما كتبت في روايتي «ليلة القبض على فاطمة» ولأعيد التساؤل الذي طرحته الأسبوع الماضي عن دائرة معارف لا أحد يعرف أين ذهبت، وقد أعدها في إطار ما أعد من موسوعات عن حروب ونضال مدينة بورسعيد ابنها ومؤرخها الكبير ضياء القاضي، وتعود إلى زيارة الرئيس السيسي للمدينة في أعياد انتصارنا على قوات العدوان الثلاثي في 23 ديسمبر الذي صار عيدا قوميا، ومطالبة الرئيس بأن يكون في كل مدينة من مدن القناة متحف ولجنة للتاريخ والتراث الذي أعلن المؤرخ ضياء القاضي عن وجودهم بالفعل، وأن اللجنة أعدت سبعة كتب وكان من أعضاء اللجنة في وزارة الثقافة د.فينوس فؤاد ولديها الآن ما تم إنجازه في زمن لم يتجاوز عام عن تاريخ بورسعيد من 1859 حتى 1979، وتساءلت في مقال الأسبوع الماضي أين الموسوعة المفقودة، التي ضمت وقائع وأحداثا تاريخية بعضها يكتب لأول مرة بل، وعرفت أن المؤرخ الكبير ضياء القاضي أعد إلى جانبها أطلسا تاريخيا لبطولات أبناء مدن القناة بورسعيد والإسماعيلية والسويس بداية من 8 أكتوبر 1951 بعد إلغاء النحاس باشا معاهدة 1936 اللعينة وصولا إلى مذبحة الشرطة التي ارتكبها الاحتلال البريطاني فى 25 يناير فى الإسماعيلية ليجبر الشرطة المصرية على الاستسلام، وهو ما فشلت فيه تماما رغم غدر وتآمر القوات البريطانية مع توثيق للأحداث بصور ووثائق نادرة تنشر لأول مرة، ويمتلئ الأطلس الجديد بكل ما يعظم من بطولات ونضال أبناء القناة ويجعلني أدعو الهيئة المصرية العامة للكتاب إلى سرعة إصدار هذا الأطلس التاريخي الجديد والمهم في إطار إصداراته المحترمة.
◙ وأعود إلى الطيور المهاجرة التي تملأ شواطئنا في هذه الأيام من كل عام والتي يفرد الصيادون شباكهم بطول شواطئنا لتتعلق بها الطيور، خاصة طائر السمان الجميل، وأتذكر كيف كانت مهمتنا ونحن صغار أن نختبئ من الصيادين لنطلق في غفلة منهم سراح السمان ونعيده حرا، فتتحول مطاردة الصيادين لنا بدلا من الطيور التى حررناها، وكذلك طيور النورس البيضاء التى كان يسبق ظهورها قدوم السفن والبط البرى الذى كان يؤكل فى بورسعيد محشوا بالبصل والكمون، لا أحد يعرف حلاوة إنقاذ الطيور الصغيرة الجميلة من شباك الصيادين إلا من عاشوها وعلى طول سنوات عمري، سواء سنوات طفولتي وصبايا وتقدمى في العمر لم أر أروع من لحظات حصول الكائن الحي على حريته وعودته ينطلق في الفضاء حرا، ذلك الذي يحدث على سواحلنا الشمالية الآن ويتكامل باستكمال إصدار دوائر المعارف الوطنية التي تكشف ما عاشه أبناء المنطقة من أحداث وكفاح ومقاومة تدعوني إلى إعادة مناشدة الهيئة العامة للكتاب لسرعة إصدار الأطلس التاريخي الجديد لينضم إلى سلسلة ما أصدره المؤرخ البورسعيدي الكبير ضياء القاضي وتحقيق ما نجح فيه الحوار الوطني من رفض للحبس الاحتياطي، وأتفق مع ما ذهب إليه نقيب الصحفيين خالد البلشي عن ضرورة وجود ضوابط وإجراءات تمنع تحوله لعقوبة وبما يناقض الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتي عاد الرئيس السيسي الاثنين 5 أغسطس 2024 يعيد تأكيد ضرورة تعزيزها بمفهومها الشامل الذي يرسخ أسس المواطنة وسيادة القانون وعدم التمييز والتي قدم وزير الخارجية المحترم .د. بدر عبد العاطي التقرير التنفيذي الثاني عنها، وأرجو أن تترجم إلى قوانين ملزمة بما يؤكد تمتع المواطنين بحقوقهم الدستورية ومواصلة تنفيذ برامج تستهدف رفع مستوى المواطنين بحقوقهم وواجباتهم والارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل ومحاورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية ودعم حقوق المرأة والشباب والطفل وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة عن طريق تطوير البنية التشريعية والمؤسسية التي تضمن نجاحها في الوصول الفعلي إلى أصحاب الحاجة إليها، وبناء وعي جميع العاملين في الدولة على جميع المستويات بثقافة حقوق الإنسان إدراكا لمعنى الحرية وقيمة حقوق الإنسان وفرحة بها وسعيا للحفاظ عليها، خاصة للفئات الأكثر احتياجا إليها وفي مقدمتهم المرأة والمرضى وكبار السن وجميع العاجزين عن الاستفادة بمستهدفات الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وضمان تمتع جميع المواطنين وبلا أي شكل من أشكال التمييز وترسيخ أسس المواطنة وسيادة القانون وهو ما يجب أن يبدأ مبكرا في المراحل الأولى من التربية والتعليم لزرع أخلاقيات وقيم الوعي بالحريات في دعم الكرامة الإنسانية والعزة الوطنية والوعي بقيمته الإيمان والحفاظ على الوطن مع عتاب محب لوزير الخارجية .د. بدر عبدالعاطى في مطالبته لوزير الخارجية الأمريكى بالضغط على إسرائيل لوقف سياسة حافة الهاوية..!! انه مثل ان تطلب من قاتل حماية حقوق من قتلهم !! ولعنة الله على الصهاينة وتاريخ الدعم الطويل لهم من الأمريكيين ومقاومتهم المتوازنة والعادلة في إقامة الدولة الفلسطينية ولعله يتحقق تحت حكم كامالا هاريس لتثبت أن المرأة أكثر قدرة على إقامة العدالة خاصة على أرض فلسطين وقتل تاريخ من الكراهية والحقد الامريكي لشعوب الشرق الأوسط والدور الأساسى الذى لعبته الإدارات الأمريكية فى إقامة وحماية الكيان الإرهابى الصهيونى التى مازالت تزداد شراسة وإجراما حتى وصلت إلى آلاف الشهداء والمصابين كما يتواصل حدوثه فى غزة الآن.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: