رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
شرارة مجدل شمس..!

مازال حادث مجدل شمس فى الجولان السورى المحتل يتفاعل، ويؤثر فى مسرح العمليات العسكرية بالمنطقة ككل وليس غزة ولبنان فقط، فالانتهازية السياسية الإسرائيلية تريد استغلال الحادث لأقصى حد ممكن لاستهلاك الوقت فى شقىّ (إجازة الكنيست الإسرائيلى والجبهات المشتعلة)، مما يعطى نيتانياهو فرصا سياسية للتحرك بعيدا عن إسقاط حكومته، بفعل شركائه من اليمين الإسرائيلى المتطرف، لإعاقة أى اتفاقيات لوقف الحرب تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، سواء على الجبهة فى غزة لاسترداد المحتجزين، أو لبنان بالحوار المتفاعل مع حزب الله وإيران بالصواريخ والمسيرات بين الطرفين.

إن أمريكا بحزبيها، وقواها السياسية، رغم الترحيب الظاهر من الكونجرس، لم تعطِ رئيس الوزراء الإسرائيلى فى رحلته الأخيرة أى ضوء للتصعيد على الجبهات المختلفة، سواء فى غزة أو مع إيران وحزب الله، بل كل المؤشرات تقول إن ترامب (الجمهورى) طلب من نيتانياهو بوضوح إنهاء الحرب مع حماس فى غزة، وأن يُخفض التصعيد بالمنطقة قبل مجيئه للسلطة تمهيدا لممارسة هواياته، باعتباره رجل الصفقات المهمة ذات الجدوى السياسية، أما بايدن، أو كامالا هاريس (الديمقراطيان) فهما يعتبران وقف الحرب فى غزة على قمة جدولهما السياسى، وأنهما لا يريدان أى تحرك على جبهة لبنان، فهى ليست على أجندة هاريس فى المرحلة الأولى من حكمها، أو حتى قبيل الانتخابات الرئاسية الراهنة، ورغم ذلك تحركت إسرائيل وضربت بيروت، أو الضاحية الجنوبية، بمسيرة استهدفت قياديا بارزا فى حزب الله أطلقت عليه أنه «مهندس» الصاروخ الذى أُطلق على مجدل شمس.

كل المؤشرات تقول إن حادث مجدل شمس غير مقصود، ولا نريد أن تنزلق الحرب الغامضة، أو المسايرة لحرب غزة، بين حزب الله وإسرائيل، إلى حالة حرب تشمل لبنان، وتكون شبيهة بكارثة حرب 2006.. لا نريد أن تنزلق بيروت إلى ضربة عسكرية تعقب حرب غزة، فالمنطقة لا تتحمل تمدد حالة الحرب إلى هذه النقطة التى ستكون مؤشراتها صعبة على الطرفين، وعواقبها وخيمة على مستقبل المنطقة، ولذلك يجب تنبيه كل الأطراف، لأن من يبدأ الشرارة لا يعرف نهايتها، والشرق الأوسط لا طاقة له، فانتبهوا.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: