رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
فوضى الخطط الجهنمية

لا يكاد يمر يوم بدون كلام عن اليوم التالى لوقف الإجرام فى قطاع غزة. أكثر هذا الكلام من مسئولين وخبراء صهاينة وأمريكيين، وأقله من غيرهم. ويبدو للوهلة الأولى أن الصهاينة فى إسرائيل وأمريكا لديهم خطط جهنمية لم يستطع الأكثر شرًا فى الكائنات البشرية أن يأتوا بمثلها فى أى عصر. ولكن عندما نتأمل كلامهم فى مجمله، نلاحظ تخبطًا يصل إلى مستوى الفوضى.

والمهم أن أحدًا من المسئولين الصهاينة الذين يكثرون الحديث عن مستقبل القطاع لا يعرف هل سيكون موجودًا فى الحكم بعد أشهر قليلة من وقف الإجرام، بل يوقن بعضهم أنهم سيكونون خارج السلطة ويدرك زعيم حملة الإجرام أنه قد لا يكون فى بيته إذا أخذت التحقيقات فى هزيمة 7 أكتوبر مسارًا جديًا. ولهذا نجده يرغد ويزبد، ويذهب إلى أبعد مدى فى تخيل أن المقاومة ستكون مسحوقة، وأن القطاع سيصبح تحت سيطرةٍ صهيونية يُبحث لها عن غطاء.

وفيما بات مجرمو الحرب أكثر إدراكًا اليوم أن الطريق أمام خطة تهجير أهل غزة إلى سيناء مسدود، نجدهم يُصعدون فى الضفة بطريقة تُنذر بتحويل بعض مدنها إلى غزة مُوازية، لإيجاد حالة فوضى واسعة ربما يأملون أن تُقلل الصعوبات الكبيرة التى تواجه خطة الترانسفير الآن. وإذا بقيت سياسة الإدارة الصهيوأمريكية كما هى فى الأسابيع المقبلة، وتجاهلت المعارضة المتزايدة فى المجتمع وبعض مؤسسات الدولة، فستضطر إلى تغييرها جُزئيًا حال إصرار زملائهم فى الإجرام على البقاء فى القطاع، بافتراض أنهم سيتمكنون من السيطرة عليه.

وربما يُراهنون على صعوبة عودة سلطة رام الله إلى غزة على دباباتهم، وعدم استعداد أحد فى العالم أن يلعب دور «المُحلِل» لإعادة احتلال القطاع، لإقناع حلفائهم الذين على شاكلتهم فى واشنطن بأن الخيار الوحيد هو تشكيل إدارة مدنية من بعض أبناء عائلات غزة القديمة تحت سيطرتهم. ولكن ما يجهلونه أن هذه العائلات، وإن اختلفت مع قوى المقاومة، هى فلسطينية ووطنية. وإن وُجد فيها من يفكرُ فى أداء هذا الدور، فسيهتدى إلى أنه ليس إلا مغامرة مآلُها الفشل والعار.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: