كلمات حرة
النقاب!

إذا افترضنا أو تصورنا جدلا أن بعض رجال وسيدات مصر العظام، الذين كانت لهم بصماتهم وآثارهم العظيمة فى تاريخنا الحديث، فى جميع المجالات، مثل رفاعة الطهطاوى وأحمد لطفى السيد وسعد زغلول وطه حسين وعباس العقاد ونبوية موسى وسميرة موسى، وجمال حمدان وجمال عبدالناصر وأنور السادات ونجيب محفوظ وزكى نجيب محمود وأحمد زويل...إلخ (ولن أتحدث هنا عن علمائنا ومفكرينا المعاصرين المتميزين – وهم كثر والحمدلله- مثل د. محمد غنيم ود. مجدى يعقوب... متعهما الله بالصحة والعافية )... أقول لو قدر لهم أن يعودوا إلى الحياة ويشهدوا مصر التى غادروها منذ عقود، ويقرأوا ويسمعوا ويشاهدوا فى الصحف ووسائل الإعلام – فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعى الجديدة!- مطالب حزب جديد لم يعرفوه فى زمانهم اسمه حزب النور، يعترض على قرار أصدره وزير التربية والتعليم فى مصر –فى سنة 2023- (!!) بحظر ارتداء النقاب... باعتبار أن ذلك مخالف للدستور ومرجعيته للشريعة الإسلامية فى المادة الثانية!... فماذا سوف يكون رد فعلهم ياترى..؟ إنهم سوف يصابون بالذهول والإحباط، وكأن مصر قد عادت عقودا بل قرونا إلى الخلف! إننى أفهم أن يتحمس حزب النور لحجاب الفتيات والسيدات (وأقصد تحديدا حريتهن الشخصية فى ارتدائه – أكرر – حريتهن الشخصية، أى بمحض إرادتهن، دون أى إكراه) أما ما نراه اليوم فهو ردة ثقافية واجتماعية للوراء... لا علاقة لها بالدين على الإطلاق. إننى أؤيد وأدعم بكل قوة ذلك القرار الحازم والمستنير لوزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازى، وأدعو إلى مساندته بكل قوة... وحتى لا تصرفه تلك المعركة الشكلية التى يجر إليها، عما هو أهم بكثير من قضايا التعليم فى مصر.... التى أراها من أهم قضايا اليوم على الإطلاق!