أحترم المفكرين والكُتاب الذين لا يتوقفون عن العطاء، وأحترم الصحف عندما تقدر المفكرين فى كل مكان، وتحتفى بمقالاتهم، وإبداعاتهم، لأن الفكر هو أغلى، وأثمن السلع، والخدمات التى تغير المجتمعات، وتضعها فى مصاف الدول الكبرى، وتنقلها إلى الأمام.
ما دعانى إلى كتابة هذه المقدمة أن «الأهرام» أسعدتنى هذا الأسبوع بنشر مقال للكاتب العروبى الهوى، اللبنانى الأصيل، الدكتور رضوان السيد فى صفحات الرأى بها (عدد أمس الأول ١٧ سبتمبر)، والمقال من المقالات الرصينة الهادفة التى تغير المجتمعات، وتضعها فى مسارات صحيحة، حيث قدم شرحا موجزا لمفهوم الدولة الوطنية، وكيف كنا قبل ٢٠١١ نخاف من الدولة، والآن نخاف عليها، وتلك حقيقة مهمة أصّلها الكاتب المتميز، والخبير فى الوقت نفسه، وكيف أُنقذت الدولة الوطنية بالقيادة القوية، والشعب المتماسك، واختتم مقاله فى «الأهرام»، والذى أشكر الأستاذ علاء ثابت، رئيس التحرير، عليه، وأعتبره إضافة مهمة، بمطالبة المثقفين، والإعلاميين بالإسهام فى صنع الثقافة الجديدة للدولة الوطنية الحديثة، والرشيدة، وهو تجديد لتجربة الدولة الوطنية، واستعادة للعلاقات الصحية مع العالم. وبهذه المناسبة، واهتماما بالأفكار التى تُكتب فى الصحف، أُلفت نظر الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، إلى مقال مهم كتبه الدكتور سعد الدين إبراهيم فى «المصرى اليوم» عن تطوير التعليم بجعله كله حِرفيا حتى نهاية المرحلة الثانوية، والدكتور سعد (المخضرم) قدم فى هذا المقال، من واقع خبراته الواسعة، ومعرفته بالمجتمعات المتقدمة، اقتراحا مباشرا إلى وزارة التربية والتعليم بأن تجعل التعليم قبل الجامعى، أى المتوسط، والثانوى، موحدا، وأن يحتوى على جرعات من المسافات التعليمية، والحِرفية لجميع الطلبة والطالبات، بحيث يصبح من يُنهى المرحلة الثانوية مؤهلا لدخول سوق العمل، مع بقاء الفرصة كاملة للراغبين فى استكمال تعليمهم الجامعى خلال السنوات العشر التالية، وقدم نماذج لدول من شرق آسيا، وأوروبا، وأمريكا. وختاما، فإن كتابات الدكتور رضوان السيد، والدكتور سعد الدين إبراهيم تجعلنا فى مصاف المتقدمين، وتحرك العقل، والفكر، وتضع أفكارا مباشرة أمام متخذى القرار (مؤسسات، وأفراد) ليفكروا بعمق، ويسارعوا إلى تغيير مجتمعاتهم، فشكرا لهما.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: