لا خلاف بين شعوب العالم الآن حول أن الإعلام هو صاحب الكلمة العليا فى تحديد مصير الشعوب، وأن الذى يملك الإعلام هو صاحب السلطة والقرار .. ولا شك أن هذا يمثل تحولا خطيرا فى ميزان القوى .. وعندما احتلت أمريكا العراق دمرت الأسلحة كل شيء، وكانت الفضائيات تنقل للعالم كل ما يحدث وكان المشاهد يعيش داخل المعارك .. كانت هناك عناصر مختلفة للقوة ولكن الإعلام حسم المواجهة لصالحه .. ولهذا حرصت الدول على أن تمتلك وسائل الإعلام فيها، بحيث تنشر الأخبار كما تحب وتبعث ما تريد من الرسائل وهى لا تتردد فى أن تخفى الحقائق وتنشر الأكاذيب .. لقد أصبح الإعلام مصدر قوة للدول الكبرى ..إنه يفرض الهيمنة ويضلل الشعوب وإذا أراد فهو يغير الأوضاع وينشر الفتن ويشجع الكراهية ويقدم نماذج رديئة فى السلوك والأخلاق.. إن دعوات الشذوذ أصبحت الآن سلعة رائجة فى كثير من الفضائيات الأجنبية وهناك مسلسلات تخصصت فى نشر أنواع معينة من السلوكيات المريضة .. إن الإعلام يمكن أن يكون وسيلة لبناء إنسان أفضل، ويمكن أيضا أن يدمر أجمل الأشياء فى حياة البشر، ولا أحد يدرى قد يكون القادم أسوأ .. كانت الحروب بالسلاح تبحث دائما عن إعلام يساندها وتقدمت التكنولوجيات وظهر النت والفيس بوك ووسائل التجسس على الأفراد والدول .. وقد تطور الإعلام كثيرا فى ظل التكنولوجيا الحديثة ولا أحد يعلم إلى أى مدى سوف يتسلل الإعلام فى عقل البشر، ولا أحد يعلم هل تظهر وسائل أخرى تغير الموازين وتسقط الإعلام عن عرشه أم أنه سوف يبقى سيدا للعالم حتى إشعار آخر .. إن الإعلام يمكن أن يكون وسيلة لنشر الوعى والثقافة ويشجع الأخلاق ويحيى الضمائر، ويمكن أيضا أن يهدم ذلك كله.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: