كلمة عابرة
فينيسيوس المتألق يتصدَّى للعنصرية

رغم بشاعة الجريمة العنصرية التى اقترفها عدد من جماهير نادى فالنسيا ضد النجم البرازيلى الكبير فينيسيوس الذى يلعب للنادى الإسبانى الأشهر ريال مدريد، فى المباراة بين الفريقين الأحد الماضى، ومع اكتساب القضية أبعاداً سياسية بعد أن استدعت البرازيل رسمياً السفير الاسبانى فى بلادها لمعرفة موقف الحكومة الاسبانية من الممارسات العنصرية ضد المواطن البرازيلى المتألق، الذى يحظى بإعجاب عالمى، فقد تسارعت ردود الأفعال الرسمية فى إسبانيا فى محاولة لإصلاح ما أفسده العنصريون من مشجعى فالنسيا فى هذه المباراة، عندما هتفوا ضد فينيسيوس بأنه قرد، بعد احتكاك بينه وبين لاعب منافس، بل وأشعلوا النار فى دمية ألبسوها قميصه بالرقم الذى يلعب به.

واعترف الليجا (اتحاد كرة القدم الاسبانى) بأن هناك ممارسات عنصرية خطيرة لدى بعض الجماهير وأنه ينبغى التصدى لها بكل قوة، كما أصدر قراراً بوقف 6 حكام، منهم حكم الفار (الفيديو المساعِد لحكم الساحة) عن أخطائه المريبة فى العبث فى لقطات الاحتكاك الذى وقع فى الملعب، فبدا وكأن فينيسيوس هو المخطئ، مما جعل حكم الساحة يطرده خارج الملعب. وكانت هذه نقطة اشتعال الموقف.

وكان فينيسيوس على أعلى درجة من التماسك ووضوح الرؤية، فقد أصدر بياناً يتسم بالذكاء لما فيه من موقف واضح ضد العنصرية وضد تفشيها فى اسبانيا وضد التراخى فى تركها تتمادى..إلخ.. وحتى لو كان خبراء اللاعب هم الذين كتبوا هذا البيان، فقد وافق هو على أن يُنسَب له، حيث أكد أنه سيبقى فى إسبانيا فى مقدمة الصفوف المناضلة ضد العنصرية، ولن يهرب من الموقف ويقبل العرض شديد الإغراء بأن يلعب فى فرنسا لنادى باريس سان جيرمان، براتب 33 مليون يورو سنوياً، فى صحبة عدد من أكبر نجوم العالم. وذكر أن العدوان العنصرى ضده قديم، لدرجة ان العنصريين علَّقوا، منذ عدة أشهر، دمية له مشنوقة بالقرب من ملعب ناديه ريال مدريد، وأنه لم يحدث تحقيق فى الواقعة. كما أن الصرخات المجنونة ضده ليست من فرد هنا أو هناك كما تعرض شاشات التليفزيون التى تتجنب بث اللقطات الرهيبة من كتل من الجماهير. وقال إن الأمر يزداد سوءاً فى كل مرة. إلا أننى باقٍ ولن أغادر.