تلعب مواقعُ التواصل الاجتماعى دورًا كبيرًا فى الدعاية الانتخابية منذ مطلع العقد الماضى. وأدى هذا الدور إلى تراجع دور أشكال الدعاية الانتخابية التقليدية بدرجات متفاوتة، مقارنة بمواقع التواصل خاصة فيس بوك وتويتر.
الحاصل الآن أن التطور السريع فى تقنيات الذكاء الاصطناعى يحملُ معه جديدًا آخر فى مجال الدعاية الانتخابية، كما فى مجالات متزايدة. استخدام هذه التقنيات فى الانتخابات يزداد، على نحو يثير سؤالا عن أثره فى دور مواقع التواصل, وهل يتراجعُ كما حدث لأشكال الدعاية الانتخابية التقليدية. يعتقدُ بعض خبراء الدعاية الانتخابية أن أداة الاستفهام المناسبة هنا هى متى، وليست هل. فالسؤال، كما يرونه، ينصب على الوقت الذى سيحدثُ فيه هذا التحول الجديد، وتصبحُ تقنيات الذكاء الاصطناعى هى الأكثر تأثيرًا فى الناخبين، لأن حدوثه أكيد فى تصورهم. ولكن تقديراتهم بشأن هذا الوقت تختلف. كما يرى بعضُهم أن التطور المتوقع لن يكون فى صورة إعادة إنتاج ما حدث قبل أكثر من عقد، وأن مواقع التواصل الاجتماعى ستبقى ضرورية حال وصول تقنيات الذكاء الاصطناعى إلى أعلى مستويات تأثيرها، بخلاف أشكال الدعاية الانتخابية التقليدية. فكما نُقل كثير من أشكال الدعاية هذه من الواقع إلى فضاء الإنترنت فى مواقع التواصل، ستبقى هذه المواقعُ ضرورية لعمل تقنيات الذكاء الاصطناعى فى الدعاية الانتخابية إلى أجلٍ يصعبُ توقعه.
ومثلما أثار تصدر مواقع التواصل ساحة هذه الدعاية جدالا حول إساءة استخدامها مع انتشار ما أُطلق عليها أخبار زائفة Fake News، بدأ اللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعى يثيرُ مخاوف متفاوتة من طمس الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال. وفى الولايات المتحدة يطالبُ بعض قادة الحزب الديمقراطى وأعضائه الآن بتقييد استخدام هذه التقنيات فى حملة انتخابات 2024، بعد أن بث الجمهوريون إعلانًا يتضمنُ مقاطع فيديو وصورًا أنشأوها بواسطة الذكاء الاصطناعى، وتُظهِرُ أمريكا فى عهد بايدن بطريقة يرونها مُضللة ومُخيفة.
ويستند هذا المطلب إلى ضرورة مواكبة النظام القانونى للتطور السريع فى مجال الذكاء الاصطناعى لتنظيم استخدامه فى الحملات الانتخابية، وحماية الناخبين من الخداع والتلاعب.
لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد رابط دائم: