قيام نقابة الصحفيين أخيرا بتكريم قدامى الصحفيين، وتَذَكُر إبداعهم المهنى، وتقديمهم للأجيال القادمة - أثلج الصدور، ويستحق منا تقديم الشكر والاحترام إلى نقيب الصحفيين (خالد البلشى)، ومجلس النقابة على هذا الدور الحيوى، لمصلحة كل الأجيال الصحفية، والأهم للمهنة نفسها.
لقد حضرت حفلا مميزا لتكريم الأستاذ محمد عبدالجواد، مؤسس وكالة أنباء الشرق الأوسط، والمستشار الصحفى للرئيس الراحل أنور السادات، بمناسبة دخوله عامه المائة، متعه الله بالصحة، وطول العمر، وجمال الذاكرة، وعمقها.
إن الأستاذ محمد عبدالجواد ظاهرة فى عالم الصحافة، وتاريخه عظيم، ومازال بيننا، وفكره متقد، ويجب الاحتفاء به دوما، وقد سبق أن كتبت فى هذا المكان عنه مقالا بعنوان فى حضرة الأستاذ محمد عبدالجواد عندما ذهبت لزيارته فى صحبة زميلنا، ورئيس المجلس الاعلى للإعلام، الأستاذ كرم جبر، وكانت فكرة رائدة استحقت أن تتبعها أفكار أخرى مثلما فعلت نقابة الصحفيين، والتليفزيون المصرى للاحتفال بعيد ميلاده الـ ٩٩. كما كرمت نقابة الصحفيين، بالأمس القريب، قلما صحفيا عز وجوده، وعمودا صحفيا مدهشا ميز جريدة الجمهورية الغراء لسنوات طوال- هو الأستاذ محمد العزبى الذى لن تجد أرشق، وأذكى من قلمه فى عالم الصحافة، والأعمدة الرشيقة، والفكرة الذكية، وهو من الرواد - متعه الله بالصحة، وعمق الفكر، وجماله، حيث تجاوز التسعينيات من العمر، لكن عطاءه بارز، ومتدفق. إن قيام نقابة الصحفيين بتكريم الأستاذ العزبى عمل بديع تستحق عليه الشكر، كما أن منح شيوخنا، وكبار الصحفيين جائزة نقابة الصحفيين هو وسام ليس لهم فقط، ولكن للنقابة نفسها، من خلال تقديم نماذج للأجيال الجديدة تحمل معانى عديدة للعطاء، والمهنية، والاحترافية العالية، وصناعة الوعى. أعتقد أنه فى هذه اللحظة الصعبة التى تعيش فيها مهنة القلم، وصناعة الوعى، والمتغيرات التى تلاحقها- عندما تلوذ بالأساتذة، فإنها تنادى على شباب المهنة، والإعلاميين، ومختلف الأجيال المتعاقبة لكى ينضموا لمسيرتهم، وإلى مسار إحياء الكلمة، والاندفاع لحماية مهنة تنادى علينا، وتعانى مشكلات عديدة، وتطورات متلاحقة فى صناعة الإعلام، فكل التحية لمن تذكر الأستاذين العزبى، وعبدالجواد، وتمنياتى لمهنتنا، وشبابها مرحلة أكثر تطورًا، وازدهارا.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: