رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
فى رحاب القرآن

كان والدى ــ رحمة الله عليه ــ يحفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر، وفى طنطا تعرف على الشيخ الحصرى والنقشبندى ــ رحمهما الله..وقد أحببت القرآن الكريم من خلال قراءات والدى وتعرفت على مناطق الجمال فيه لغة وإحساسا وتاريخا..وكنت ومازلت أتوقف كثيرا عند جماليات اللغة القرآنية ليس فقط بحكم العقيدة ولكن النص القرآنى نص معجز ومبهر فى جماليات لغته.. وفى القرآن الكريم تطوف فى ثلاثة مواقع مختلفة إذا أردت جماليات اللغة فهى فى أرقى وأعلى درجات الصياغة المعجزة ولغة القرآن شىء فريد ومختلف ولا شىء يشبهه..إنه نص إلهى مبهر فى تراكيبه وسرده وجماليات صياغاته وهو لا يمكن أن يكون شيئا آخر غير انه وحى من السماء.. والسرد فى القرآن غير ما عرف البشر من الأساليب انه نص محكم فى صياغته ويهتم بالتفاصيل كثيرا ويستخدم الصورة فى أرقى تفاصيلها..وفى القرآن الكريم أحداث التاريخ التى لم يعرفها البشر من قبل، خاصة قصص الأنبياء والرسل وهى أحداث ذكرها القرآن بأدق تفاصيلها فى سيدنا يوسف وإخوته وسيدنا يعقوب وحيرته وسيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل والسيدة مريم والمسيح عليهم جميعا السلام والمصطفى عليه الصلاة والسلام، والنموذج الأخلاقى الذى جسده الخالق فى شخص آخر الأنبياء بعد رحلة طويلة على كل من سبقوه لتكون قضية الأخلاق آخر ما وصل إليه البشر.. وما بين جماليات لغة القرآن وما رصده من أحداث التاريخ الكبرى يأتى الإعجاز فى هذا الكتاب السماوى العظيم الذى جاء هداية ورحمة فى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.. كثيرا ما توقفت عند مظاهر الإعجاز فى القرآن هل هى لغته المبهرة والمعجزة أم هو التاريخ الذى كان القرآن مصدره الوحيد أم هو هذا الفيض من مشاعر الرهبة والإيمان التى تحتويك وأنت تطوف بين آياته أم هو الإحساس بأن أبواب السماء قد تفتحت أمامك لتترك الأرض وما عليها وتحلق فى سماء هذه المعجزة الإلهية التى حملها رسولنا الكريم للبشر فى كل زمان ومكان؟.. هناك أشخاص أحبوا القرآن الكريم وسافروا فى سوره وآياته ومنهم من لم يكن مسلم العقيدة كما حدث مع جيته وبرناردشو وتولوستوى لأن فى القرآن سرا من أهم أسراره.. إنه يخاطب الإنسان بكل جوارحه دينا ولغة وإحساسا وإيمانا ويقينا ولهذا بقى مئات السنين..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: