تشرئب أعناق كل المهتمين بأسواق المال والبنوك فى أمريكا وأوروبا والعالم من حولهم، لأنهم يدركون أنه إذا عطست أمريكا مرض النظام العالمى كله، وكذلك إذا تعثرت البنوك الأمريكية جرت وراءها أوروبا والعالم كله.
عندما بدأ شبح إفلاس بنك سيليكون فالى، وبالرغم مما أحاط بهذا الإعلان الكثير من المبالغات غير الدقيقة - والتى انعكست، أو سببت ذعرا متزايدا لدى كل المستثمرين والمودعين حول العالم (هذا بنك صغير، لكنه يحمل اسما كبيرا)- فإنه يبدو لنا أن المراقبين، والذين يحركون الأسواق المالية استخدموه لجس نبض الأسواق المالية للبنوك عامة، ومما لا شك فيه أن البنك تعثر، ولاح أمامه شبح الإفلاس إلى حد كبير عندما بدأ فى بيع سندات يملكها، وهى سندات حكومية ذات فائدة منخفضة بدأ فى بيعها بالخسارة، مما دفع جمهور المتعاملين إلى إسراعهم فى سحب الأموال من البنك.
إن استخدام هذا البنك من المتحكمين فى أسواق المال فى أمريكا والعالم لتنبيه الفيدرالى الأمريكى إلى خطورة الرفع المتزايد، والسريع فى أسعار الفائدة- أدى إلى خروج الفيدرالى بسرعة ليعلن أنه سيكون ملتزما بألا يتجاوز الرفع حدود٢٥ نقطة، ولكن ما حدث فى سيليكون فالى كان له تأثير كبير على النظام المصرفى الأمريكى، حيث اُضطر البنك الأمريكى إلى إعلانه ضمان أموال مودعى سيليكون فالى بصرف النظر عن قيمتها، وأن الرسالة قد وصلت.
أعتقد أن التوازن بين حماية البنوك من الإفلاس، أو التعثر، والحد من التضخم أصبح مكلفا، بل غاليا، ويبدو أن الحل سيكون على حساب صغار المستثمرين، أو المقرضين الصغار، من خلال إتاحة بيع الأوراق المالية التى بحوزتهم بحرية، كما أن تدقيق البنوك المركزية الذى انصب على البنوك الكبيرة أصبح معرضا للخطر، مما يكشف أن الحفاظ على النظام البنكى يجب ألا يتجاهل البنوك المتوسطة، والصغيرة، وتلك رسالة مهمة لـلمركزى المصرى أن الخطر قد يكون فى البنوك الصغيرة أكثر من البنوك الكبيرة، حيث يطولها طبقا لنظرية الدينامو التى لن يتوقف مفعولها فى عالم البنوك لذعر الناس على أموالهم.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: