رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من القاهرة
الدعاء والعمل

يقال إن التقدم التكنولوجي والعلمي يقلل من الشغف الديني لدى الإنسان، فالذائع أنه مع التراكم المعرفي تزداد قدرة البشر على التحكم في الطبيعة ومن ثم مصائرهم. أصبحت المسافة يمكن قياسها واستخدامها بسعات مختلفة بين القطار والسيارة والطائرة؛ أما الزمن فيمكن عبوره بين غمضة عين وانتباهها، طالما أن الرسالة والبحث والأطروحة يمكن نقلها بين القارات من ضغطة زر. ولكن حقيقة السنوات الماضية تشير إلى العكس بعدما بات استخدام التطبيقات الإلكترونية المختلفة متاحا لكف بني آدم. بصورة يومية تقريبا تصل إلى الواتس الخاص بي كثير من الأدعية المباركة التي تفك الكروب وتشفي المرض وتخفف الجزع وتقدم للروح الكثير من الطمأنينة. بعضها مفصل التوقيت ما بين قبل أو بعد الصلاة، في أول اليوم أو نهايته، وفي يوم الجمعة أو غيرها أيام. ومنذ مطلع شهر رجب تصاعد الدعاء بكافة أشكاله حتى وصلنا إلى محطة رئيسية ليلة النصف من شعبان وهو تمهيد عالي القيمة لشهر رمضان المعظم الذي تبدأ بركاته في الإشراق مبكرا بقدر شوق المحبين إلى الشهر المبارك. الدعاء كثيرا ما يكون مصحوبا بالتوصية لنقله إلى آخرين حتى تطول البركة القدر الأكبر من الناس.

ما لفت نظري بعد الأدعية الأخيرة أن جرعة تفريج الكرب ورفع المقت عنا قد ارتفعت، والدعوة إلى نقلة سريعة من التقتير إلى التوفير، والسعة بعد الضيق؛ وكلها تعكس الكثير من حالة الأزمة الاقتصادية. ولكن ما لفت النظر أكثر أن أيا من الدعوات الكثيرة والمتعددة الأشكال لا يذكر فيها دعوة الله سبحانه وتعالى أن يعطينا القدرة على العمل أكثر مما نقوم به من أعمال، أو يمنحنا الإرادة لكي نتعلم لغة إضافية، أو يعطينا القدرة والموهبة الصناعية لكي نصبح مثل بلاد متقدمة. أنا شخصيا دعوت الله أن يعطيني لهذا العمود من الأفكار ما يفيد، والقدرة على استخدام اللغة الأنيقة والملافظ السعيدة اللهم آمين.


لمزيد من مقالات د. عبد المنعم سعيد

رابط دائم: