معظم الناس من مختلف البلاد يمكن أن يَقنَعوا إذا زاد دخلهم بما يساوى بضع مئات من الجنيهات، أو ربما يصل أقصى خيالهم إلى بضعة آلاف، عندئذ، سوف يرضون ويستقرون ويتعجبون ممن يظل صراعه على المكاسب دون سقف، حتى إذا ربح الملايين، بأمل أن يكسب المليارات، ثم عشرات ومئات المليارات، ثم أن يحصل على لقب الأكثر ثراء فى العالم، ثم أن يحافظ على اللقب أمام منافسيه الأشداء! وهذا ما يجعل أخبار هذه الفئة العليا تحظى بمتابعة العالم أجمع، وهم شغوفون بمعرفة آخر مكاسب وحركات وسكنات أمثال إيلون ماسك، صاحب تسلا للسيارات الكهربائية، وآخر إنجازاته استحواذه على (تويتر)، وبيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، وجيف بيزوس، صاحب أمازون، ووارن بافيت متعدد النشاطات. ولكن الأخبار المتداوَلة عنهم بدأت تُظهِر أن هناك بعض الاختلافات فيما بينهم بعد أن حققوا هذه النجاحات الفائقة، حول ماذا ينبغى أن يفعلوا بعدها، وحول الدور الذى يمكن أن يُفيدوا به الإنسان والإنسانية.
وقد طيَّرت وكالات الأنباء حواراً لجيتس فى أحد برامج التليفزيون، وجَّه فيه النقد إلى إيلون ماسك، الذى كان الأكثر ثراء على الكوكب، ثم خسر مكانته قبل عدة أشهر وأصبح الثانى. قال جيتس إن ماسك يُهدِر أمواله فى الإنفاق على مشروع السفر إلى المريخ، واقترح عليه أن يستثمر أمواله فى شراء لقاحات الحصبة وإنقاذ أرواح البشر، لأن الأوبئة والأمراض الفتاكة تشكل تهديداً خطيراً لمستقبل البشرية. وقال إن الرحلة إلى المريخ، فى رأيه، ليست استثماراً مربحاً، لأنها تتكلف مبالغ باهظة، فى حين أن تكلفة إنقاذ مريض بالحصبة لاتزيد على ألف دولار. وأضاف بأنه كان لماسك تأثير إيجابى على العالم من خلال السيارة (تسلا) الكهربائية، ولكن جيتس لا يعتبره الآن من العاملين بجدية من أجل خير البشرية، وإن كان لاتزال أمامه فرصة أن ينضم إلى مجموعة عمالقة العمل الخيرى.
أما إيلون ماسك، فيرى أن نشاطه فى التخطيط لرحلة المريخ يدخل فى صميم العمل لمستقبل الحضارة، لأنه يتصور أنه ينبغى تهيئة وتمكين الناس من العيش بين الكواكب، وأنه لهذا الغرض أسَّس شركة (سبيس إكس) عام 2002، لبناء مركبات فضائية مأهولة لمهام الرحلة للمريخ.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: