رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
غلاء المعيشة!

أصبحت قضية غلاء المعيشة هى القضية المركزية فى حياة الغالبية من المصريين اليوم! وتتزايد أهميتها وآثارها السلبية بالقطع على الفئات الفقيرة والأقل دخلا فى المجتمع. حقا، إن هناك أسبابا عالمية لهذا الغلاء، أدت بدورها إلى شموله العالم كله تقريبا ، وهو ما يشار إليه بمصطلح التضخم. فقد تكالبت آثار جائحة كورونا ، مع آثار الاجتياح الروسى لأوكرانيا لترفع أسعار النفط والغاز وغيرهما من مصادر الطاقة ..لتتسبب فى موجة من ارتفاع الأسعار يقال إنها لم تحدث منذ خمسة عشر عاما! وفى تحقيق قرأته على موقع البى بى سى فى شهر أغسطس الماضى جاء أن معدل التضخم وصل فى تركيا إلى 70% وفى الأرجنتين 51% وفى إيران إلى 40 أو 50 % وهكذا . ولكن...فى النهاية ، ماذا جناه –فى مصر- موظف صغير فى مصلحة حكومية ، أو عامل كادح فى مصنع أو معمل ، أو فلاح بسيط فى قريته ... كى يدفع ثمن جائحة كورونا التى بدأت من الصين و انتشرت فى أنحاء العالم، أو حرب روسيا فى أوكرانيا...؟ علينا إذن أن نتدبر أمورنا ، أقصد على الدولة ، وعلى مراكز التفكير والبحث ، وكذلك على النخبة الأكثر ثراء فى المجتمع التفكير فى قضية الوفاء بالحاجات الأساسية للمواطن المصرى ، والتى أركز فيها هنا على أبسطها، أى الحاجة إلى الغذاء ! والذى يشكل ارتفاع تكلفته اليوم عبئا ثقيلا على المواطن العادى .حقا، إن هناك جهودا حكومية مشكورة لتوفير السلع الغذائية هنا أو هناك ..، وجهودا طيبة تبذلها أيضا بعض أجهزة الحكم المحلى، وكذلك بعض الهيئات ...إلخ . غير أننى أعتقد أيضا أننا يمكن أن نفكر كذلك فى تغيير بعض العادات الغذائية الشائعة لدينا ! مثلا يلفت نظرى كثيرا أن المواطن العادى يقيس غالبا رضاه عن مأكله بقدرته على شراء اللحوم، فيقول لك مواطن بسيط مثلا «إن اللحمة ما دخلتش بيتى من زمان»! وكأن عدم أكل اللحم هو نهاية العالم !(يتراوح سعر كيلو اللحم فى المنطقة التى أسكن فيها و حولها بين 200 و 260 جنيها للكيلو!) مع أن هناك مثلا ملايين من البشر النباتيين الذين لا يقربون اللحوم إطلاقا، وصحتهم ولياقتهم البدنية فى أعلى مستوى! ذلك مجرد مثال خطر لى حول إدراك معنى غلاء المعيشة فى أهم بنودها أى الغذاء ..وأعتقد أن هناك أمثلة أخرى تستحق الحديث عنها فى ذلك البند و كيفية التعامل معها!.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: