كان.. وليته لم يكن على القلم كان، فقد كان رحمه اللـه لا مجال لغفلانه، لتحجيم عطائه، ومن ضروب المحال طى سريان تدفقه، أو أن هناك فرصة ما لإيقاف شلال نشاطه، أو تكون لديك فسحة من الوقت كى تنصرف عما يكتبه أو يقوله، أو يوجد آخر باستطاعته استقطابك لنفسه بعيدا عنه... حتى اللقمة التى ترفعها إلى فمك قد تتوقف فى المنتصف مسبهلا لسؤال مفاجئ غاية فى الجرأة يشرخ السرد الطبيعى للحوار، يوجهه لضيفه لتأتى الإجابة المحتمة حاملة الحقيقة المذهلة التى ظلت فى طى الكتمان دهرًا وأتى المحاوّر الماهر فى سياق حواره الجاروفى ليُزيح عنها التراب.. العزيز الذى راح.. مفيد فوزى.. المتدفق بلا سدود، المتواجد بلا أستار، السارق للكاميرا من محدثيه ولو كانوا نجوم شباك.. الخجول كالبتول كمن يطرق أبواب المجتمع لأول مرة.. المهاجم كوحش كاسر إذا ما استُقبل بمن يغمطه حقه ومقامه وسطوة لسانه وبيانه وذياع صيته وانتشار أجروميته ليُشعِرك فى حديثه وكأنه يقول حِكمًا ومواعظ وأقوالا مأثورة، فكل جملة لها منزلة وقوامة واستراحة محارب ونُزهة على شط النيل ورجع وصدى ولحن وناى وأجراس وجيتار وكيان وبنيان ومدخل ونوافذ وأبواب، لتبدأ خافتة كهمس وتنتهى بجرْس قاطع مدو كنهاية السيمفونية لبيتهوفن فى انتظار انعكاس فحواها على وجه المتلقى المنتظر منه حيالها على أقل تقدير التصفيق الحاد.. السائل بمنتهى الأدب، المُثير للجدل، الحِشرى بمثقاب التكرار، المناور بذكاء، المراوغ بخطط مسبقة، المُنصت بكامل الإدراك، المُعجب بأتفه الاستجابات، المنقض عند نقاط الضعف، المُجامل إلى حين، الذاهب إلى الأقاصى حينما يتندى الجبين، المُشاكس إلى لا مدى، المنكمش مظهرًا فى ركن المقعد، المنبسط كساحة ميدان إلى ما طالت مساحة الرد والسؤال، الضعيف أمام الجمال، المسلوب تجاه إطراء ناعم من شفاه حسناء، المدلّه بصوت فيروز، الرافع راية غادة السمان، الموقّع بأصابعه العشرة لموهبة سُعاد الصباح، المقتنع إلى حد الإيمان بريادة ليلى رستم، الممتن دومًا لتلمذته على يد رائد الاستنارة أحمد بهاء الدين، الخاضع لمطالب شريف الحفيد، المجند لخدمة وحيدته حنان، الذاكر كقصيدة شِعر اسم آمال الزوجة الحبيبة الغائبة منذ ٢١ عامًا وظل يرتدى دبلة زواجهما حتى رقدته الأخيرة، والتى لمست بنفسى مدى أرقها وقلقها وحنانها عليه عندما كان مسافرًا بعيدًا عن رقابتها وتخوفها من أن يكون قد سهى عليه أخذ جرعة الأنسولين اليومية لإصابته بالسكر، ويوم سهرتُ مع ضيوفها فى بيتهما بالمهندسين فى انتظار عودة الزوج لافتتاح البوفيه الذى بردت أطباقه وجاع ناظروه بلا طائل، وأتى الغائب والضيوف على أهبة المغادرة لتستقبله آمال بالغبطة والتهليل، وليس بالتأنيب والتوبيخ والوش الكِشر!! لكن الغيرة كانت تولع أحيانًا من مستصغر الشرر لتستشيط آمال شاكية هادرة وأفاجأ فى اليوم التالى بمظروف يأتينى لمكتبى بنصف الدنيا يضم لقطات عاطفية فريدة فى نوعها للثنائى الزوجى الإعلامى آمال ومفيد يعزفان فيه لحن الوداد على أوتار آلة عود حقيقى!! ماذا قال لها من لا يعيه أسلوب؟ وكيف صدقته آمال لتغدو نيرانها سلسبيلا؟!.. لتقول آمال «أجمل حاجة بيننا خناقاتنا، لأنها الدليل على أن العلاقة بيننا ملتهبة، وبدون الصراعات الزوجية فالعلاقة ميتة وأحلى حاجة فى الخناقة إن كل واحد منا له وجهة نظر، والخناقة تأتى بوجهة نظر ثالثة تكون أحلى من وجهة نظر اثنين فقط.. ولو كان للعشق 40 قاعدة فمنهم على الأقل 36 للذكاء فقط».
> المتدفق بلا سدود.. السائل المستنير الذى سأل الكرسى الشاغر عندما تغيَّب صاحبه..
الكاتب الصديق الحميم زميل الصحف والمجلات وليس وسائل الإعلام الأخرى المتعددة التى غدا فيها نجمًا وضيفًا متألقًا يُعلَن عن موعد حضوره وظهوره ويفتقده جمهوره إذا ما غيبه سفر أو مرض، ويتعرف عليه طفل الحارة وأمير البحار وعامل التراحيل.. وأذكر فى رحلتنا معًا فى وفد صحفى لزيارة أسوان عندما ساقتنا أقدامنا لضفاف النيل الخالد أن زعق علينا المراكبى الصعيدى من موقعه الغاطس مهللا بالأستاذ مفيد فوزى.. الاسم الذى يمثل الترند فى الاعلام المصرى والعربى، الضيف الأخير فى برنامج «آخر النهار» على فضائية النهار للمذيع القدير تامر أمين الذى أعطاه حقه وكرّم قدره فى نهاياته مستلهمًا آراءه السديدة فى مجمل أمورنا الحياتية، مستعيدًا معه ذكرياته القديمة التى كان فيها مشاركًا على الهواء لا ليخطف الهواء من أمانى ناشد فى «عزيزى المشاهد» وسلوى حجازى فى «تحت الشمس»، ولبنى عبدالعزيز فى «الغرفة المضيئة» وسمير صبرى فى «النادى الدولى»، وثمانى سنوات مع عمرو أديب فى «القاهرة اليوم».. المُعد لنجاحات الراديو مع سناء منصور فى «أوافق وأمتنع» وسامية صادق فى «فنجان شاى» وآمال فهمى على مدى عشر سنوات فى «فوازير رمضان».. الصحفى فى «صباح الخير» وبعدها رئيسا لتحريرها على مدى 8 سنوات.. صاحب المقال والعمود والصفحات فى مجلة «الإذاعة» و«أخبار اليوم» و»روزاليوسف» و»صباح الخير» و«المصرى اليوم».. وفى تاريخ مفيد أوائل منها أنه صاحب أول حوار تليفزيونى أمام الشاشة فى برنامج «عصر من الفن» مع نجيب محفوظ، وأول حوار صحفى فى مجلة «الإذاعة» مع محمود المليجى، وأول حوار إذاعى مع المخرج كمال الشيخ.. وتذهب حواراته لتضمها أغلفة العديد من الكتب مع نزار قبانى، والغالى بطرس غالى، وصديقه الموعود بالعذاب.. ويظل التليفزيون يضم تسجيلات تُعد من مفردات كنوزه صاغها مفيد فوزى جلس فيها ليُحاور العمالقة أمثال مصطفى أمين ويوسف إدريس ويحيى حقى، ومن يفتش فى دهاليز التاريخ السياسى سيجده قد حاور جميع وزراء الداخلية بداية من حسن أبوباشا وأحمد رشدى وزكى بدر وحسن الألفى حتى حبيب العادلى، كذلك العديد من رؤساء الوزراء منهم عاطف عبيد، وكمال حسن على، وعلى لطفى وكمال الجنزورى، وأحمد نظيف، وكان له 4 حوارات مع الرئيس الراحل حسنى مبارك، الذى سألته ــ أنا ــ عن كيفية استعداده لمحاورته كرئيس للجمهورية، فعرفت منه أنه يطرح أسئلته مسبقًا أمام المرآة فى بيته ليشذب من أدائه المستقبلى ويشطب برقابة داخلية ما قد يراه مجاوزا للسياق والمصرح والمأمون فيها!
ثنائى الأبوّة والبنوّة.. حنان ومفيد
ويسألونه فى أواخره عن كم هذا الفيض الهائل وقد تقدَم بك العمر وأصغر منك جلوس تحت البطانية بجوار المدفأة فأجاب بعنفوانية كان يجيد ارتداءها «المشيئة الالهية قد أعطتنى ربيع الفِكر»، ويظل السؤال إليه قائمًا: «إذن اين الإرادة الإنسانية» فيجيب بتمرس: «القراءة المستمرة والاشتباك المستمر وعشق المهنة، ولعلها أعظم ميزة فى الوجود هى حبك لمهنتك.. تلك إجابتى وإن كان الدكتور الفيلسوف مجدى وهبة قد أجاب على هذين السؤالين بالذات فى مقال طويل حديث على صفحات الأهرام».. ابن بنى سويف خريج قسم اللغة الانجليزية فى 1959 عاشق القلم والميكروفون الذى ملأ الصفحات بالمعطيات يُذيلها باسمه الذكورى الرنان «مفيد فوزى» لم يتسع له المجال لروافد كلماته فكتب تحت اسم نسائى مستعار «نادية عابد» ليمرق متخفيًا فى دهاليز النساء، يخترق أسوارهن، يكشف أسرارهن، يتلمس أخبارهن، يتعرف على قضاياهن ومشاكلهن، ويُدرك علامات غبطتهن وإحباطاتهن، وكان بريد قراء ومريدى ومعجبى نادية يفوق بكثير بريد مفيد حتى غار منها فكشف عنها النقاب من بعد صبر 18 عامًا ليُصيب القلوب العاشقة لصورة الفتاة المودرن المعاصرة ذات الأفكار الوثّابة فى مقتل!.. المتأجج، الفورى الحل والخروج من المآزق الحياتية والعملية لمست من لمحات ذكائه فى برنامجه الجماهيرى «حديث المدينة» الذى تم إيقافه عنوة بعد استمراره على مدى 21 عاما، عندما ذهب لإجراء حوار مباشر مع محافظ القاهرة - وقتها - عمر عبدالآخر، فلم يجده فى انتظاره – وكان الكثير من المسئولين يفضلون عدم التعرض لسهام أسئلة مفيد المدببة – فاشتغلت تروس الدماغ المصحصحة على الفور كى لا يصنع الموقف المحرج قفلة أو تصدعا أو شرخًا له سلبياته فى جبهة المشاهدة المليونية، لنرى مفيد يجر سلك الميكروفون إلى خلف مقعد مكتب سيادة المحافظ ليُجرى حوارا ساخنا مع المقعد الشاغر من صاحبه، فيسدد إليه أسئلته النافذة ليُجيب عليها بنفسه كمن لا يجد تعليقًا أو إجابة شافية، وكانت حلقة لها صدى ودوى ومردود سلبى على من يتجاهل محاورًا فى وزن ابن فوزى..
ولست أدرى إذا ما كان هناك داخل مفيد مدرس خفى – كنا نطلق عليه اسم الخوجة – يطلع فجأة للسطح إذا لم يعجبه حال التلامذة، وتلك الخاصية بالذات – ذات الشخصيتين – ظهرت عليه وتفاقمت مع التقدم فى السن، حيث انخفض معدل الإعجاب بالحُسن والجمال عن الذكاء، فأطاح مفيد فى مهرجان أخير للسينما بمذيعة صبية حسناء كان جلّ مرادها للنجاح الحصول على حوار مع الأستاذ، وما أن وجهت إليه سؤالا وآخر من النوعية الساذجة السائدة إلا وأعطاها درسًا لن تنساه بقية حياتها فى ثقافة الحوار وجغرافيا الزمان والمكان والإطار والمناسبة وعقد المقارنة وصراع الأجيال ومدارس النقد والسلوكيات والمقامات!!! وتوالى ظهور شخصية المُدرس - الخوجة - على مفيد، فعندما استضافته فى يناير الماضى المذيعة الحسناء ياسمين عز فى برنامجها «كـلام الناس» لتساير الكاميرا خطاه إلى مكان جلوسها بالفستان السواريه الأبيض الانيق فوق الكنبة البيضاء الفخيمة لترفع إليه يدها تُسلّم عليه وهى فى موضع الجلوس، فما كان من المدرس الخوجة الغضوب المستنفر سوى نفض أمر ملايين المشاهدين من باله تمامًا ليستدير للحسناء ياسمين يعطيها درس عمرها فى كيفية استقبال ضيوفها: «أنا لما دخلت عليك الاستوديو كان ينبغى تقفى للترحيب بى ليس لأنى ذلك الاسم الكبير ولا صاحب الشُهرة، ولكن لأنى من آباء المهنة، ولكن يغفر لك صغر سنك وهدؤك ولبسك الملائكى، ولكنى كنت سأصبح أكثر سعادة إذا ما وقفت للترحاب بى».. و..قبل صاحب القلب الرهيف اعتذار الجميلة بأن عدم وقوفها لاستقباله حتى على باب الاستوديو الخارجى جاء على غير إرادة منها، وهى التى كانت فى اليوم السابق تطارده تليفونيا، ولأول مرة وأمام الكاميرات تستدير مذيعة لنشاهد على الطبيعة نحن الجمهور كمية الأسلاك والميكروفونات الخفية التى تربط وتقيّد جلستها بالكنبة، وينتهى الاشتباك وتتدفق الإجابات ويفوز الجمال بشكل مفيد وطيب للغاية.
وإذا ما كان بداخل مفيد شخصية المُدرس الخفى تتجلى فى بعض الأحيان فقد ظل للنفس الأخير أبًا خالصًا مُكبًا على وحيدته حنان التى تعشش فى الوجدان، لتتبناها لحظة رؤيتها – وهذا ما اعترانى تجاهها عندما قدمت للعمل معى فى نصف الدنيا – لطزاجة تعبيرها وحلو معشرها وفرط ذكائها وخضم تطلعاتها ومهارة تحصيلها وسرعة ارتقائها وسعة معارفها وحميمية علاقاتها ورومانسية أحاسيسها التى تكتبها فى تحقيقاتها الصحفية ومؤلفاتها عن يوسف السباعى وليلى مراد، وأشعارها غير العمودية ومؤلفاتها حول الأبراج وتفسير الاحلام وما يحيط بها، لتساعدها دراستها الجامعية لعلم النفس ودرجة الماجستير الحاصلة عليها من الولايات المتحدة عن سيكولوجية الحلم.. و..ومن بعد آلام حنان على فقدان الأم آمال ها قد جاءت جبال الأحزان برحيل الأب الصديق والجد المترع بحب ابنها شريف الحفيد الذى كان الجد يذهب إليه مع خيوط الفجر يوميًا بعد ولادته على مدى شهور طويلة قاطعا المسافة ما بين المهندسين للمعادى متلمسًا رؤيته راغبًا فى حمله كآخر المبتغى فوق ذراعيه.. وعندما جمعتنى بمفيد رحلة إلى الأردن الشقيق لم نكن نجده معنا وإنما غاطسًا فى محال الأطفال ينتقى للحفيد كل ما يتخيل أنه يروقه من ملابس ولِعب..
لحظات الانسجام الزوجى آمال العمدة ومفيد فوزى بعد دقائق الخِصام
وإذا ما اشتهر المحاور بالسؤال فقد كان على الجانب الآخر معرّضا للتساؤل ومحطًأ للاستفهام، لتتوالى إجابات له تركت علامات، مثل قوله للنجم محمد رمضان: «يا محمد تستطيع أن تمثل أنماطا كثيرة لأنك شبه مائة مليون مصرى فملامحك مصرية صميمة وسمرتك سمرة طمى النيل، أمامك قماشة واسعة من الباشا داخل القصر للعجلاتى فى الحارة تستطيع أن تُبدع فيها فيُصدقك الجميع»... «أنا دُست الشارع المصرى على مدى 23 سنة فى برنامج حديث المدينة، ودُست هذه مقتبسة من سميحة أيوب التى تقول أدوس المسرح، أى تعرف خفاياه وأسراره ومعطياته»... «أبدًا لم أكن أعد مسبقًا أسئلة للرئيس السابق مبارك فى حواراتى معه بدليل أننى فاجأته مرة بقولى أنا للآن معرفش والدك ولا والدتك، فغضب قائلا ماأحبش المسائل الشخصية»... «قالت لى سامية صادق رئيسة التليفزيون بعدما مكثت عشر سنوات أقوم فيها بالإعداد للآخرين غير باحث عن شُهرة إن أفضل من يقدم البرنامج هو من يُعده»... «الفنان الحقيقى هو الذى يستطيع الوصول إلى جميع الشرائح وينال إعجابها زى عبدالحليم».... «العادة المصرية الرديئة إطلاق إشاعة وفاة نجم أو شخصية كبيرة وهو على قيد الحياة مثلما حدث مع الشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودى الذى قال للصحفيين فى آخر حديث له وهو فى شدة المرض: المرة دى بجد بقى»... «خبراتى الحياتية ليست لتذرى فى الهواء وانما لتتحول سلوكا لدى الآخرين»... «لست الشخص المتجهم، وعندما يرونى لأول مرة خارج نطاق العمل لا يصدقون أننى أعرف الضحك، وربما جاء ذلك من ظهورى الطويل الجاد فى حديث المدينة، حيث كنت مراعيا أن البلد محتاجة إلى كل ذرة اهتمام تنعكس على سمات وجه المهتم بمشاكلها»... «كنت حريصا على أن أزرع فى الوجدان أمرين أولهما أن يظل الانسان متسائلا، وأن تستشعر فى بلدك بحرية التعبير».... «عندما سألت الأستاذ هيكل – بعدما كتبت هدى عبدالناصر أن الناصرية انتهت بوفاة ناصر – إذا ما كانت الرئاسة فى عهده تعلم بما يجرى من أمور التعذيب، فغضب مذيلا خطابًا لى جاء فيه إن هناك سهامًا فى أسئلتى ممدودة حياله»... «المرأة فى حاجة دائمة لمن يحميها من نفسها، من تغيُراتها البيولوجية، من جنانها الزاعق»... «فى يوم من الأيام شعرت بعدم الأمان فقررت الهجرة إلى كندا، رغم أن الهجرة أمر سيئ للغاية، وبِعت الشقة والعربية ولكن جاءت مشيئة اللـه ليأتينا رجل من ذهب هو الرئيس السيسى الذى خرج إليه 30 مليون فى الشارع من البشر، فأدركت تماما أنى لازم أعيش فى مصر، أعيش وراء هذا الرجل وكلنا مع بعض نعمل شيء لمصر»... «الدكتور عبدالقادر حاتم الذى شغل منصب وزير الاعلام ووزير السياحة ومؤسس التليفزيون المصرى شفته بعينى فوق السقالة أثناء إنشاء التليفزيون»... «عاشق للقلم وللسطوح البيضاء التى تنتظرنى لأمطر مدادى فوقها، وعشقت الميكروفون لأشم فى رواحى وغدوى رائحة الاستوديو لتظل طويلا فى أنفى»... «الموبايل أسوأ وأجمل اختراع، سهّل الحياة بشدة فى الاتصال، لكنه أدى إلى التباعد أيضا وبشدة»... «التنمر دلالة فراغ»... «محمد صلاح عشِق المستديرة فأعطاها حياته فمنحته الخلود»... «حنان ابنتى هى أمى اللى بتراعينى ولا أستطيع العيش من غير وجودها»... «عندما تقمصت شخصية نادية عابد حبيت اقول إزاى ممكن يبقى تفكير امرأة مصرية عصرية»... «عملت حوار مع طائفة عبدة الشيطان، ولم اطلب محاورة مرسى لأنه كان يحب أن يُسأل من أهله وعشيرته من المذيعين».. «أسئلتى لأى مسئول فى إطار مهنى بحت»... «فى حوارى أتسكع داخل الشخصية»... «كان تشرشل يقول أجمل اللحظات التى أغلق فيها فمى عن الكـلام، وتذوقت أنا هذه اللحظات»... «عندنا الناس إما غلاظ القلب قساة، أو يقفون فى طابور المداحين والكورس»... «أمنية فى عمرى اشوف الناس لديها درجة من النضج لا تكسر فيها الفازة بالكامل»... «فى حواراتى مع مبارك كنت أُسأل فقط عن الأسئلة التى فيها أرقام حتى لا أخطئ»... «عبدالحليم صوت متواضع وذهن ذكى وعلاقات عريضة وتذوق جمالى»... «حرام أن يختصر تاريخ عبدالحليم فى قصة زواجه بسعاد حسنى»... «محمد عبدالوهاب قلدوه ووقعوا كلهم ما عدا عبدالحليم»... «سعاد حسنى ماتت بالاكتئاب ولم تُقتل»... «لست من نطاطى الحيط ولا وقفت أصوّت مع أحد»... «فى الصين هناك المختص الذى يُبلغ عن أى سيدة حاملا إذا ما كانت أما لطفلين ليحاكم الزوج»... «سألت وردة مَن مِن الفنانات وقفت معك فى محنة المرض قالت لى نبيلة عبيد فى الخارج والداخل وأنا فكرت حقيقة بعد عملية القلب فى الاعتزال، ولا أستطيع الوعد بالعودة حتى يختفى النهجان من صدرى»... «برحيل حفيد مبارك رحل هو عن قضايا مصر»... «وصفت المذيع تونى خليفة بأنه صعلوك فى ليالى الحلمية وشرحت له قصدى من معنى الصعلكة الفكرية، أما عن كلمة الليالى فقد جاءت عفو الخاطر وإن كان الصعلوك عموما هو شخصية بتاعة الليل، فأجاب تونى: أبو مراتى عندما لم يكن يريد زواجى بابنته قال اننى بتاع ليل مع أنى ملتزم وجاد ومن الشغل للبيت»... «آمال حين أعود وحدى وأفتح الباب يستقبلنى الصمت وتحتفى بى الوحدة ويتمشى السكون فى ردهات البيت، وكان عندى ببغاء مات حزنًأ عليها بعدما أصيب بالاكتئاب.. الصمت موحش بين جدران ارتوت يومًا من ماء الحوار ثم أصابها الجفاف من طول وحدتها.. جفت الدموع يا آمال وإن لم يجف الحزن»... «سمعت أخيرا مثل شعبى جميل يقول «الشكوى رقوة» إلا أنى لن أشكو فهناك المشيئة الإلهية».
الراحل فى زمن الرحيل الكثير الذى يخلّف من خلفه أوجاعًا لا براء منها.. مفيد.. تسمح لى أسألك.. هو خلاص؟!!.. خلاص لن ترد بصوتك المرّحب على مكالمتى إذا ما طلبتك؟!!
لمزيد من مقالات سـناء البيـسى رابط دائم: