كلمة عابرة
عن محطات رصد الضوضاء

أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، تركيب أول محطة رصد لحظية لمستويات الضوضاء البيئية بمحافظة المنيا الأحد الماضى، لتصبح المحطة الثالثة فى صعيد مصر، بعد الفيوم وبنى سويف، وبذلك يصبح عدد المحطات بالشبكة القومية لرصد مستويات الضوضاء 40 محطة مُوزَّعة على مستوى مصر، فى مشروع كبير يسعى لتغطية كل المناطق فى عموم البلاد، فى إطار تنفيذ خطة الحكومة لتحقيق مؤشرات ومستهدفات البعد البيئى باستراتيجية التنمية المستدامة 2030، ضمن خطة جهاز شئون البيئة لمكافحة الضوضاء فى مختلف المناطق.وطبقاً لبيانات سابقة من الوزارة، فإن التوسع فى نطاق الشبكة القومية لرصد مستويات الضوضاء، والتى تشمل المناطق السكانية المختلفة على مستوى الجمهورية، يهدف إلى تقييم الوضع الحالى لمستويات الضوضاء البيئية لما تشهده كل منطقة، من تغيير للخريطة السكانية وزيادة فى الأنشطة المرورية، للاستفادة من هذه النتائج فى إعداد الحلول والخطط الاستراتيجية للحد من الضوضاء، إضافة إلى الهدف العملى بإعداد قاعدة بيانات عن مستويات الضوضاء، للاستفادة منها عند إقامة المنشآت الجديدة والمشروعات القومية الكبرى كالطرق السريعة والكبارى والمستشفيات والمدارس والمناطق السكنية.انتهت الإشارة إلى الكلام الرسمى، ويبقى أنه ينبغى أن ينال كل جهد لمواجهة الضوضاء تقديراً كبيراً. ولكن، ينبغى الالتفات إلى أن الكثيرين لا يستوعبون أسباب اللجوء لتقنيات متطورة للاستدلال على وجود الضوضاء، أو على أنها وصلت إلى حد الخطر المؤكد الذى لا يختلف عليه اثنان! أى أننا لسنا، فى الدرجة الأولى، فى حاجة إلى هذه التقنيات، وإنما إلى إيجاد الأساليب العملية المجدية فى التصدى لمنابع الضوضاء، المتفق بالفعل على وجودها وعلى خطرها، وهى مرحلة يُتوَقَّع أن نصل إليها أيضاً بعد استخدام هذه التقنيات. لأنه من المفارَقات أن نلجأ للتقنية الحديثة، ونُرَكِّب أجهزتها فى أماكن سكنية إلى جوار الورش التى تعمل بالفعل فى هذه الأماكن، وتُصدِر ضوضاء تُزعِج من يُرَكِّبون هذه التقنيات الحديثة، وكذلك ضوضاء محطات البنزين والمقاهى، وآلات تنبيه صارِخة تُستَخدَم أكثر فى غير التنبيه، فضلاً عن الميكرفونات فى الأفراح والعزاءات وفى المساجد التى لا تلتزم بتوحيد الأذان، بل وصلت إلى الباعة الجائلين..إلخ!