لست أخشى على وطنى من أية مخاطر أو تحديات أو تهديدات أيا كان مصدرها لكن خشيتى من ضياع بوصلة الأمل أمام أجيال جديدة تشعر بأن الفرص باتت محدودة أمامهم وأن مصاعب الحياة زادت تعقيدا وأن الدنيا لم تعد تلك الدنيا الجميلة التى كانوا يسمعون عنها من حكاوى الآباء والأجداد.
نعم أخشى على وطنى من عواصف التيئيس التى تستهدف حرمان شباب مصر من امتلاك بوصلة التفاؤل وهم فى هذه المرحلة العمرية المبكرة التى يفترض أنها سن الأمل والطموح وسن الثقة بالنفس وعدم الاستسلام للمصاعب أو استسهال ترديد كلمة المستحيل.
والذين يدقون – عبر شاشات الفتنة والتحريض من خارج الحدود - على طبول اليأس لا يكذبون على شباب اليوم وإنما هم يكذبون على أنفسهم لأنهم يعلمون جيدا أن هذا الزمن ومهما قيل عن مصاعبه وتعقيداته فإنه أفضل بكثير من زمن الآباء والأجداد حيث لا وجه للمقارنة بعد أن تيسرت سبل الحياة وتطورت وسائل الاتصالات وارتفعت مستويات المعيشة فى الريف والحضر على السواء.
ولأن الحملات المكشوفة لنشر اليأس والإحباط لم تعد مجدية فإن هناك أسلحة خبيثة تؤدى ذات الغرض عن طريق الترويج لخيارات ورؤى تدفع الشباب إلى أن يحلم بعيدا عن قدراته وإمكانياته ومن ثم يجىء الفشل الذى يمثل بداية فقدان الثقة بالنفس وسيطرة أحاسيس اليأس والإحباط وتراجع مقومات الأمل والتفاؤل وبالتالى فقدان الهمة وتناقص النشاط والعزوف عن العمل.
وعلينا أن ننتبه لخطر ضياع بوصلة الأمل وأن نحث شبابنا على استخدام أهم سلاح جربه الإنسان على طول التاريخ وهو سلاح العمل تحت مظلة الإدراك بأن الأحلام وحدها لا تكفى لصنع النجاح وبلوغ المقاصد ولكن بالعمل فى أى مجال تحت راية الإصرار والإرادة لن يكون هناك مكان لليأس والإحباط!
خير الكلام:
<< لماذا اليأس والشمس لا تظلم فى ناحية إلا وتضىء فى ناحية أخرى!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: