رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
اليوم 30 يونيو

تخطَّت مصر محنة حكم الإخوان، وحلَّقت فى أفق يعجزون عن استيعابه، أما ملاحقتهم له فتدخل فى عالم المستحيل، ولم يعد رأى جماعتهم ولا حلفائهم يؤثر فى تشويه حقيقة ما حدث بدءاً من 30 يونيو 2013، الذى كان أهم بداياته الإطاحة بحكمهم، بعد أن خرج ضدهم عشرات الملايين من الشعب يهتفون بسقوط حكم المرشد، ويستجيرون بالجيش الوطنى الذى استجاب وحقق الإرادة الشعبية. ثم دخلت مصر بعدها مباشرة فى البناء بمعدلات غير مسبوقة، مدناً جديدة وطرقاً وأنفاقاً وكبارىٍ بمستويات عالمية، وانتاج الكهرباء بما يفيض عن حاجتها وتصديره لأول مرة فى التاريخ، واستكشاف واستخراج الثروات، واستصلاح الأراضى، والاجتهاد فى توفير المياه وتدويرها وتنقيتها، وتطوير الصحة والتعليم، ومحاربة الفساد القوى، وأفلتت مصر من الاضطرابات المخططة، وطوَّقت الإرهاب على أراضيها، وأمَّنت حدودها، ونجحت فى فرض إرادة واختيار شعبها على العالم كله..إلخ، ثم ها هى مصر تعقد مؤتمراً للحوار الوطنى لتحقيق الإصلاح السياسى المنشود.

هذه أكبر أزمة تعصف بالإخوان وتجبرهم على الانكماش، غامت فيها أهدافهم البعيدة، وتخبَّطوا مرحلياً، وانكشفت علناً فضائحهم عن تبعيتهم للدول والأجهزة المعادية للوطن، مع اتهام قياداتهم لبعضهم البعض بسرقة الأموال المرصودة لدعمهم، مع تشرد كثير من كوادرهم الشابة فى الغربة، بلا إقامات رسمية ولا أموال توفر نفقات التعليم والمعيشة فى حدها الأدنى، وأدَّت المصالحات الخارجية مع مصر إلى التضييق عليهم فى حدود إبقائهم على قيد الحياة لحين الحاجة لهم مرة أخرى!

وبرغم ما تحقق كنصر تاريخى بإزاحة الإخوان عن أى إمكانية للعودة للحكم، فى الأفق المنظور وفى المدى المحسوب، فإن بقاياهم المتناثرة وأفكارهم المسمومة لا تزال قادرة على التخريب. انظر إلى هذا الاختفاء المفاجئ لكل حشودهم فى رابعة والنهضة، بعد أن فرضوا على البلاد كابوس القتل والحرق وإشهار السلاح فى الشوارع، ثم صدرت أوامر قيادتهم بفض الحشود غير القانونية التى سموها اعتصامات، فأذعنوا فوراً، وهرولوا إلى مكامنهم، ولبدوا فى انتظار أوامر أخرى، بما يؤكد سطوة قيادتهم على كوادرهم وقواعدهم، وبما يُوجِس من الأفكار الملوثة التى بثوها عبر تاريخهم.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: