رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
اختبار كاشف

كثيرة هى الأخبار الزائفة والخاطئة فى كل الأزمان. ولكنها أكثر وضوحًا فى الزمن الرقمى، سواء لسهولة انتشارها عبر وسائطه، أو لأن كشفها صار ممكنًا بقليل من الجهد، أو اعتمادًا على مواقع متخصصة الآن فى التأكد من صحة ما يُنشر ويُبث.

وفى السنوات الأخيرة، صارت هذه الأخبارُ أداة فى الحملات الانتخابية، سواء احتُكر استخدامُها فى النظم المغلقة، أو شاع فى النظم المفتوحة. ويحدثُ هذا فى مختلف مستويات الانتخاب، حتى التمهيدية مثل سباق اختيار مرشحى الحزب الجمهورى لانتخابات منتصف المدة التى ستُجرى فى نوفمبر.

يكثرُ استخدام الأخبار الزائفة فى هذا السباق, الذى سيكشفُ حجم نفوذ الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى قواعد الحزب الجمهورى. ولعله الاختبارُ الأكثر أهمية الذى سيبينُ هل مازال لترامب نفوذُ كاف يُمكَّنه من الإقدام على محاولة الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نوفمبر 2024، أم أن الزمن تخطاه.

سؤالُ هذا الاختبار يُجيب عنه تصويتُ الجمهوريين فى الولايات التى بدأ السباقُ التمهيدىُ فيها. فقد ألقى ترامب ثقله كله وراء طامحين للترشح يشبهونه فى اتجاهاته ومواقفه، وأحيانًا سلوكه، ويتبنى بعضهُم سرديته عن تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التى لم يخسرها فقط، بل خسر حزبهُ أيضًا مجلسى الكونجرس. وهذه المرة الأولى التى يخسرُ فيها الحزبُ الجمهورىُ الرئاسة والمجلسين معًا منذ نحو مائة عام. ولكن ترامب مازال يتبنى خطاب المنتصر الذى حالت قوى الشر بينه وبين البيت الأبيض.

وبعد أن حقق متسابقون يُدعَّمهم الفوز فى السباق التمهيدى فى عددٍ من الولايات التى تم التصويتُ والفرزُ فيها, وصاروا مرشحين, مثل الكاتب الروائى جى دى فانس فى أوهايو، ومحمد آوز الذى يُقدم شخصية «دكتور آوز» فى برنامج أوبرا وينفرى المشهور الذى بات مرشحًا فى ولاية بنسلفانيا, يتواصلُ هذا السباقُ فى ولايات أخرى0 وتفيدُ التقاريرُ الأخيرةُ عن مسار السباق بأن حظوظ المتسابقين الطامحين لتمثيل الحزب, اعتمادا على دعم ترامب السياسى وتمويل أثرياء من أنصاره, متأرجحةُ صعودًا وهبوطًا.

وعندما ينتهى هذا السباقُ، سيكونُ ممكنًا تقديرُ حجم نفوذ ترامب بناء على فحص نتائج جميع المتسابقين الذين يُدعمَّهم.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: