رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
شادى عبدالمنعم سعيد!

قليلة هى الأحداث التى اهتزت لها مشاعرى مثلما جرى عندما علمت بوفاة شادى، المهندس الشاب نجل أخى وصديقى العزيز د. عبد المنعم سعيد. إن عبدالمنعم صديق عزيز قديم، منذ أن كنا معا طلابا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى أواخر ستينيات القرن الماضى، قبل أن نتزامل فى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام. ثم تفرقت بنا سبل الحياة، بعد أن سافر هو للحصول على الدكتوراه فى الولايات المتحدة، وفضلت أنا البقاء فى مصر. وعندما عاد، وتقلد مناصبه ومهامه المتعددة، لم نعد نتقابل إلا لماما. غير أننى عندما أبلغت بالنبأ الفاجع لوفاة شادى يوم الأربعاء الماضى هرعت إلى المسجد الذى تجرى فيه صلاة الجنازة، وتلاشت فى لحظة سنوات البعد التى فرضتها الحياة، واحتضنت عبد المنعم الذى كان يبكى كالأطفال، مذهولا من هول المصيبة الفادحة: فقدان ابنه شادى. لقد عرفت شادى منذ طفولته طفلا جميلا ذكيا محببا. ولكننى لم أقابله بعد ذلك، وأن كنت اسمع عن عمله ونشاطه فى مجال الهندسة والمقاولات. وعندما رجعت للمنزل، بعد انتهاء مراسم الجنازة الحزينة، وجدت ابنتىّ دينا ونورا تنقبان فى البومات صور طفولتيهما منذ مايزيد على ثلاثين عاما، وقد عثرتا على صورهما وهما تلعبان مع شادى فى إحدى الحدائق عندما كانت اسرتانا تتنزهان معا فى شبابنا! دمعت عيناى وأنا أشاهد تلك الصور، ووردت إلى خاطرى نفس مشاعر الحزن والجزع التى انتابتنى عند الوفاة المفاجئة لشقيقى الأصغر طارق، طبيب العظام، الذى توفى منذ خمس سنوات بسبب إصابته بفيروس «سى» نتيجة العمليات التى كان يجريها فى مستشفى الهلال بالقاهرة!

إن الموت حق، ولا يملك الإنسان إلا أن يسلم بإرادة الله، وأن يتقبل راضيا بالقضاء والقدر. ولكن للفراق المفاجئ آلامه ولوعته، فما بالك إن كان للأبناء والأحبة من الشباب الأقربين. وتحضرنى فى ذلك المقام أبيات أحببتها كثيرا للشاعر العربى بهاء الدين زهير الذى ولد فى مكة وعاش فى قوص بصعيد مصر منذ ما يقرب من ثمانمائة عام:

لقـــد حكــمت بفرقـــتنا الليــــالى

ولم يك عن رضاى ولا رضاكا

فليتك لو بقيت لضعف حالى

وكـــــان النـــاس كلهـــم فــــــداكا

يعــــز عــــلى حـــين أدير عــينى

أفـــتش فى مكــانك لا أراكــا!

رحم الله شادى، وأسكنه فسيح جناته.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: