رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
الاستنزاف بدعاوى الشهرة

من الأفضل أن نعترف بأننا عجزنا حتى الآن عن حماية النظام القضائى والرأى العام ممن يدَّعون أنهم يمثلون مصر والشعب المصرى فى دعاوى مستنزِفة يقاضون فيها من يعتبرونه خارجاً على النظام العام أو القيم الأخلاقية، ويضيفون عبارات تعرب عن رضاهم عن أنفسهم وتصنع صورة لتفانيهم فى حماية الوطن والمواطنين من أخطار مُحدِقة..إلخ! والغريب أنهم لا يزالون، حتى الآن، يمارسون أفعالهم برغم إصدار تشريعات كان الغرض منها الحد من أن يكونوا مطلقى السراح فى هذا الاستنزاف، بوضع إجراءات واجبة الاتباع، فى قضايا الأحوال الشخصية، تحدد السبيل للراغب فى المشاركة بالتصدى لما ينتقده بأن يتقدم بشكواه إلى النائب العام الذى ينيط به الدستور والقانون هذه المسئولية. إلا أن استمرارهم فى بقية القضايا يؤكد أنه لا تزال هنالك ثغرات يمكنهم النفاذ منها. وتتنوع دعاواهم بين المطالبة بمصادرة رواية أو بحث أو قصيدة أو أغنية أو برنامج تليفزيونى أو مسرحية أو حتى عنوان مسرحية، وكانت المهزلة وصلت فى الثمانينيات إلى السعى لمصادرة ألف ليلة وليلة، التى هى من أهم الكتب فى تراث الإنسانية، وتجلى خطرهم على الأحوال الشخصية، بدعاوى تطلب التفريق بين زوجين بزعم أن أحدهما قد ارتد عن الإسلام، برغم أن الزوجين يعلنان تضررهما من الدعوي، وأن أحدهما لم يرتد، وأنها راضيان عن الاستمرار على حالهما. وبرغم أن الدستور يقر بأن حرية الاعتقاد مطلقة. وكذلك ما يحدث هذه الأيام فى قضية وفاة الإعلامى وائل الإبراشي، واتهام طبيبه بالسبب فى الوفاة.

والحقيقة أن بعض منابر الإعلام تتحمل قدراً من المسئولية فى سباقها لتغطية أخبار هذه الدعاوى وأصحابها، حتى وهى لا تزال فكرة، ويستغل محترفو هذه القضايا الموقف، بما يؤكد ما يقال إنها (دعاوى شهرة)، أى أن غرض اصحابها أن يكونوا تحت الضوء، بما يرضى غرورهم وينفعهم فى ترويج عملهم.

أليس هنالك سبيل لرفض هذه الدعاوى بمجرد بداية تحريكها، وأن نفكر فى تغريم صاحبها لاقتحامه مسئوليات آخرين، ولتطفله على غير مهامه، ولإلحاقه الضرر بمن يقاضيهم، ولكل هذا الاستنزاف.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: