رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
إنها الأخلاق وكفى

كان لابد أن يفعل شيئا غريبا وهو يحصد جائزة القدم الذهبية، وقف محمد صلاح في حفل تكريمه ليطلب من زوجته أن تتقدم وتتسلم الجائزة .. كان تصرفا حضاريا أذهل العالم ولاقي حالة ذهول في العالم .. إن فكرة الغرب عن الشعوب العربية والإسلامية أنها شعوب متخلفة ولا تقدر المرأة، وأن المرأة في العالم العربي تعاني كل مظاهر القهر والاستبداد .. أراد محمد صلاح أن يكمل صورته في الإعلام الغربي الذي قدمه كنموذج للشاب العربي المصري العصري والمتحضر .. إن موقف صلاح مع زوجته أضاف له بعداً أخلاقيا وحضاريا لقي كل تقدير الغرب، وربما كانت المرة الأولي التي تقدم فيها المرأة بصورة حضارية أعجبت الغرب وزادت من تقديره للاعب الأشهر في العالم .. إن محمد صلاح كان موفقا في قراره وكان ذكيا في اختيار اللحظة في مشواره، وهو لم يقدم صورة حضارية للغرب فقط، ولكنه قدم موقفا حضاريا للشعوب العربية والإسلامية .. إن موقف محمد صلاح مع زوجته يفوق قيمة الجائزة التي حصل عليها فقد أضاف له الكثير من الوهج والبريق .. في مشوار الحياة بعض المواقف تتجاوز في تأثيرها أشياء كثيرة في الحياة وسوف يذكر العالم أن هناك شابا عربيا مسلما قدم نموذجا حضاريا في تكريم المرأة .. من كان يتصور أن هذا الشاب المصري البسيط القادم من ريف مصر سوف يقدم صورة مبهرة للمرأة تكون حديث العالم كله، إنه الذكاء والفطرة والإيمان وحضارة التاريخ التي تمتد في حياة البشر .. لقد انتقلت صورة محمد صلاح من سجلات كرة القدم والرياضة لتبدو صورة الإنسان البسيط المتحضر في أن تشاركه زوجته هذا الإنجاز الكبير .. إنها الأخلاق وليست لها علاقة بالغني والثراء والأصل أنها الأخلاق وكفي .. حكاية محمد صلاح ونجاحاته في الغرب قصة إنسانية يجب أن تكون حديثا لأطفالنا وقصته مع زوجته التي فضلها علي نفسه وإصراره علي التميز والتفوق في بلاد غير بلاده، كل هذا يضع تجربة هذا الشاب أمام مجتمع يفتقد النموذج والقدوة..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: