بمناسبة الفيديو كونفرانس الذى عقد أمس الأول، الإثنين، لمنتدى التعاون الصينى الإفريقي، بمشاركة الرئيس الصينيى جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسى ضمن عدد من الرؤساء الأفارقة، يجدر بنا، هنا فى مصر، أن نتعلم وأن نسترشد بالتجربة الصينية العظيمة، التى أعتقد شخصيا أنها تجربة خصبة وغنية ورائعة إلى أبعد الحدود. فالصين هى الدولة الأكثر سكانا فى العالم، الذين يبلغون أكثر من 1403 ملايين نسمة، أى أكثر من سكان قارة افريقيا كلها التى يسكنها 1216 مليون نسمة، وعدد سكان مصر يقترب فقط من عدد سكان مقاطعة شاندونج الذين يبلغ عددهم نحو 91 مليون نسمة. وبالرغم من أن الصين كانت مهد واحدة من أقدم الحضارات فى العالم، فإنها شهدت تدهورا شديدا فى أحوالها فى القرن الماضى كانت أبرز مظاهره هى الحرب الأهلية بين النظام الرأسمالى (الكومينتانج) الذى كان قائما بزعامة شيانجكاى شيك وبين القوات الشيوعية بزعامة ماوتس يتونج التى استطاعت الإطاحة به، وإعلان قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949. ماذا كان أول ماقام به ماوتس يتونج فى الصين بعد أن أحكم قيادته لها؟ ماذا كان مشروعه القومى العملاق الأول الأكبر..؟ كان ببساطة تنظيف الصين! نعم أعلن ماو حملته للقضاء على أعداء الصين الأربعة، أي: الذباب والناموس والفئران وعصافير الحقول. إن تنظيف الصين بالمعنى المادى البسيط والمباشر هو الذى أشعر كل مواطن صينى أن بلده اختلف، قبل الولوج فى أى مشروعات عملاقة حولت الصين إلى آلة إنتاجية مذهلة لكل السلع فى العالم من لعب الأطفال والأحذية إلى أجهزة الموبايل والكمبيوترات وحتى السيارات والطائرات وسفن الفضاء! هل يمكن أن يدلنى أحد على سلعة ما لديه ليس مكتوبا عليها صنع فى الصين؟ بما فى ذلك كل السلع الأمريكية والأوروبية الأكثر تقدما فى العالم مثل أجهزة الكمبيوتر واللاب توب والآى باد...إلخ. إن الحديث النبوى الشريف يقول (اطلبوا العلم ولو فى الصين) إشارة إلى بعدها الشديد... ولكن علينا الآن بتواضع أن نطلب العلم والتكنولوجيا وقيم العمل والإنجاز من الصين!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: