أرجو أن يسمح لى الزملاء الأفاضل الأعزاء من محررى المواد الفنية فى الصحف والإذاعة والتليفزيون، بأن أعترض على أحد الإكليشيهات الذائعة لدى بعضهم فى وصف فنانة مصر العظيمة الراحلة شادية بأنها دلوعة السينما المصرية! أقول هذا بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيلها التى حلت يوم الأحد الماضى 28 نوفمبر. وأعتقد أنها نقطة تستحق التنويه إليها، خاصة لدى الأجيال الجديدة التى لم تعاصر واحدة من أهم فنانى مصر فى القرن العشرين. كيف تكون دلوعة تلك التى لعبت أدوار البطولة أو شاركت فى مائة وخمسة عشر فيلما (115) منهما ستة من أهم مائة فيلم فى السينما المصرية، وغيرها من العلامات الفارقة فى تاريخها مثل «اللص والكلاب» و«شيء من الخوف» و«ميرامار» و«مراتى مدير عام»....إلخ. كيف تكون دلوعة تلك التى شدت بنحو 400 (أربعمائة) أغنية أغلبها يعرفها جيدا جيلي؟ ربما كانت بعض أوائل أغنياتها الخفيفة كانت هى السبب فى إطلاق هذه التسمية القاصرة على شادية، ولكن تراثها الكبير والخصب من الأغانى العاطفية أسهم فى تشكيل الوجدان العاطفى والإنسانى لجيلنا، بشكل عميق ومؤثر، وعلى نحو يستحيل معه تحديد أولوية لهذه الأغنية أو تلك. وهل يمكن أن تتم خطوبة فى منزل مصرى دون أن تصدح فيه دبلة الخطوبة لشادية؟ ولكنى هنا أحب بالذات أن أسجل التاريخ المشرف لهذه الفنانة العظيمة الذى تجسد بالذات فى أغنياتها الوطنية الرائعة، فهل ننسى أمانة عليك أمانة يامسافر بور سعيد، لتبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد عقب اندحار العدوان الثلاثى عام 1956؟ هل ننسى أغنية يا حبيتى يامصر التى غنتها فى وسط الإعداد لحرب أكتوبر عام 1970 من كلمات محمد حمزة وتلحين بليغ حمدي..؟ والتى بلورت عواطف جيلنا الجياشة فى حب بلدنا الذى جرحت الهزيمة كبرياءه وهزت مشاعره، هل ينسى جيلنا، الذى اقشعرت أبدانه تأثرا بنصر أكتوبر العظيم حماس شادية فى شدوها لأغنيتها الرائعة عبرنا الهزيمة لمؤلفها، عبد الرحيم منصور وملحنها بليغ حمدي؟ ...إذا كانت تلك هى الدلوعة، فمن تكون الفنانة العظيمة التى تستحق احتفالا يليق بذكراها العطرة؟
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: