أعتقد أن الفنان هانى شاكر، بصفته نقيبا للمهن الموسيقية، وضع نفسه فى موقف صعب لا يحسد عليه، عندما أصدر قائمة تتضمن 19 مغنيا، ممن يسمون مغنى المهرجانات (ولا أعلم سبب هذه التسمية الغريبة!)، يمنعون من العمل، باعتبار أنهم ليسوا أعضاء بالنقابة لحين تصحيح أوضاعهم بالنقابة واجتياز الاختبارات. والحقيقة أننى لم أسمع بأى من تلك الأسماء التى أوردها، فيما عدا حسن شاكوش الذى أحب شخصيا أغنيته الشهيرة الجميلة «بنت الجيران».. ولكن سواء اردنا أم لم نرد، وأحببنا أو لم نحب، فالغالب أن باقى تلك الأسماء كلها، لها جمهورها الذى يسمعها سواء فى البيوت أو السيارات والتاكسيات أو مركبات التوك توك. ولن أجادل فى وصف كثير من الأغانى التى يؤدونها بالسوقية أو منافاة الذوق أو أن أصوات مؤديها غير جيدة! ولكنها ببساطة مسموعة وشائعة، ولو كان من الممكن حماية المجتمع والذوق العام بواسطة إصدار قرار أو عدة قرارات من أى جهة أيا تكن، نقابية أو اجتماعية أو حكومية... لما غلب أحد كما يقال! ولكنها مسألة مناخ عام، يتأثر بالتعليم والإعلام والمناخ الثقافى السائد ...إلخ. معنى ذلك أن قرارات السيد هانى شاكر، أيا كان نبل المقصد منها، فإنها سوف تكون مثل دخان فى الهواء، لأن أغانى هؤلاء المطربين، سوف تظل تذاع طالما أن هناك من يستمعون لها... وهم فعلا موجودون! غير ان هذا القرار لنقابة المهن الموسيقية يثير ايضا التساؤل حول حقها، بل وحق أى نقابة مشابهة، أصلا.. فى الرقابة على النشاط والممارسة المهنية لأعضائها. فليس من حق نقابة الصحفيين مثلا أن تتدخل فى مضمون ما يقوله ويكتبه أعضاؤها من آراء وأفكار، ولكن يظل دورها هو حماية حق الصحفى فى التعبير عن آرائه وأفكاره بحرية، ودون أى ضغوط عليه. وبالمثل، ليس من حق نقابة المهن الموسيقية أن تتدخل أو تراقب مضمون ما يصدر عن أعضائها من أغان وموسيقى، باسم حماية الذوق العام، ولكن دورها- الذى أنيط بها، منذ تشكيلها الأول عام 1942 برئاسة أم كلثوم ثم محمد عبد الوهاب، ثم من تلاهم بعد ذلك - هو رعاية الموسيقيين ماديا وصحيا واجتماعيا!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: