لفترة اتهم المشير حسين طنطاوى رحمه الله بأنه (سلم البلد للإخوان) وساعد محمد مرسى فى الوصول إلى كرسى الرئاسة. وعلى عكس ذلك يؤكد التاريخ أن طنطاوى فى وقت مسئوليته هو الذى أنقذ مصر من الإخوان وحافظ على الجيش وجعله المؤسسة الوحيدة التى فشل الإخوان فى اختراقها وتفتيتها. فبعد أحداث يناير وحرق أقسام الشرطة وسحب رجال الشرطة من الشارع وسيطرة الإخوان. كان التخطيط الواضح من الإخوان جر قوات الجيش للتعامل مع المواطنين بدعوى حفظ الأمن. وكان الكثيرون يعجبون لرؤيتهم دبابات الجيش تقف فى الشوارع للتأمين ولا تتدخل بصورة واضحة فى الأحداث خصوصا وأن تعامل الجيش يختلف كثيرا عن الشرطة. ولنا على سبيل المثال تصور ماذا كان يحدث لو تدخل الجيش بنيرانه وأسلحته الكاسحة فى موقعة الجمل فى ميدان التحرير وكيف كان التدخل سيتحول حتما إلى مجزرة تثير المواطنين، بما يؤدى إلى منح الإخوان فرصة اختراق الجيش.
كان قرار طنطاوى الذى سيسجله له التاريخ وجود قوات الجيش بدباباته ومصفحاته وجنوده فى الشارع يتفرجون على الأحداث ولكن دون أن يتدخلوا فيها مما حافظ على تماسك الجيش وبقائه فى مرحلة التمام، وتلقى إشارة المصريين عندما تأكد أن الإخوان وصلوا إلى الحكم ليخطفوا الوطن لا ليديروا شئونه، وأنهم اخترقوا وحاولوا تدمير مختلف مؤسساته القضائية والإعلامية والفنية والثقافية والنسائية، ولم يكن باقيا بعد ذلك سوى الجيش!.
ورغم أنى لا أملك معلومات موثقة إلا أننى أستطيع توقع أن اختيار الإخوان للفريق عبدالفتاح السيسى كان على أساس تحقيق المهمة التى لم يحققها طنطاوى، فأكد السيسى أنه كان أكثر قوة وقدرة فى الحفاظ على وحدة الجيش وتماسكه وتلبية إشارة الملايين لإنقاذ مصر وأبنائها المخلصين من حكم الإخوان، بعد أن وضحت الحقيقة وزيف الدعوة باسم الدين. رحم الله المشير حسين طنطاوى الذى ظلموه بعض الوقت لكن التاريخ سينصفه كل الوقت!.
[email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر رابط دائم: