هل سمعت عزيزى القارئ عن سوق الحمام التى تقام يوم الأحد من كل اسبوع بمنطقة السيدة عائشة بالقاهرة؟ إنها إحدى مئات الأسواق الشعبية التى تقام بشكل دورى فى كل أنحاء مصر. وهي أيضا تماثل الأسواق الشعبية التى تعقد فى كل بلاد الدنيا لعرض سلع ومنتجات يدوية متنوعة.
وقد زرت فى مهامى ورحلاتى بالخارج أسواقا شعبية عديدة.. ربما أتذكر منها الآن السوق الشعبية البريطانية فى كوفنت جاردن..، والسوق الشعبى اليابانى فى منطقة أهيكا بارا وأيضا أسوقا فى الصين، مثل سوق الحرير فى بكين.. إلخ. أما زيارتى لسوق الحمام فى مصر فكانت بالصدفة البحتة منذ نحو عشرين عاما.. حينما ضللت الطريق وأنا أقود سيارتى من المعادى للقاهرة الجديدة!..وعلمت فما بعد أن تلك السوق تباع فيها كل الكائنات الحية القابلة للتربية والترويض...بدءا من الطيور (مثل العصافير والحمام والببغاوات...وحتى الكلاب والقطط والسلاحف والثعابين والقرود والنسانيس ...إلخ). غير أن حديثى اليوم عن سوق الحمام ومئات الأسواق المشابهة فى كل أنحاء مصر يعود إلى ما قرأته وشهدته مؤخرا على أكثر من موقع عن الحملات التى تقوم بها الأجهزة المعنية (المحافظون والوزراء ومسئولو الحكم المحلى...إلخ) بمناسبة الإجراءات الحمائية والاحتياطية لمواجهة انتشار وباء كورونا (كوفيد 19) . ولا شك أن من حق، بل ومن واجب أولئك المسئولين .. اتخاذ كل الإجراءات والتدابير للحيلولة دون انتشار الوباء...ولكن أيضا من واجبهم بل ومن أوجب واجباتهم، الحفاظ على أرزاق الناس، والمواءمة بين المواجهة الفعالة للوباء وبين ومراعاة استمرار الحياة الطبيعية بقدر الإمكان. وليست تلك بالمناسبة قضية خاصة بمصر، ولكنها قضية ثارت فى جميع البلاد التى داهمها الوباء فى العالم كله. ولذلك لم أسترح أبدا وأنا أشاهد صورا ومقاطع فيديو لمعدات البلدوزر العملاقة وهى تقوم بمهمتها لحمايتنا من الوباء من خلال تدمير اسواق الحمام!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: