كشفت كارثة ميل عقار الأنفوشى بالإسكندرية، الأحد الماضى، جملة أخطاء جسيمة تثير التعجب من كيفية وقوعها فى الأصل، برغم تعارضها الصارخ مع القانون والإجراءات واجبة الاتباع، كما أنها تهدد حياة السكان، ثم كيف استمر السكوت عليها منذ وقعت؟! أخطر هذه الأخطاء أن العقار بُنِى دون ترخيص، ثم إن أصحابه اقترفوا مُخالَفة أخرى بالارتفاع بالبناء إلى 18 طابقاً، كما أن الأساسات ضعيفة لا تحتمل هذه الأحمال فوقها، ثم، وبرغم إصدار عدة قرارات بإزالة كاملة، إلا أنها لم تُنَفَّذ، أضِف إلى كل هذا أن صاحب محل أسفل العقار قام بهدم حوائط لتوسيع المكان دون أدنى اكتراث للإخلال الهندسى وللأخطار الهائلة التى تترتب عليه! ثم إذا بصدمات أخرى، بعد ميل العقار وهلع السكان وفرارهم خوفاً من انهياره، عندما صرح محافظ الأسكندرية بأن هذا العقار المائل ليس الوحيد بل إن هناك أيضاً 164 عقاراً مائلاً بدرجات متفاوتة، إضافة إلى 2300 عقار فى الاسكندرية تتجاوز أعمارها قرنا من الزمان! وأضاف أن هناك 133 ألف قرار إزالة صادر لعقارات مُخالِفة، ولم يتم تنفيذها حتى الآن، وأكد أن هناك فاسدين ومرتشين خلف إنشاء عقار الأنفوشى المائل! وقال المحافظ إن جامعة الاسكندرية استجابت لطلبه وأرسلت لجنة فنية أعدت تقريراً عن حالة العقار قررت فيه إزالة 12 طابقاً، ليصير 6 طوابق فقط. وقال إن الموضوع أحيل إلى النيابة العامة والنيابة الإدارية، وإنه يجب أن ينال كل مخطئ الجزاء على مخالفته.
برغم صدمة المعلومات الخطيرة عن الكوارث الكامنة فى واقعنا، إلا أن كشفها واجب لأنها الخطوة الأولى لتصحيح الأوضاع، كما أن هذه المعلومات الأولية تلقى الضوء على جذور المشكلات الموروثة منذ عقود، ويمكن بإجراء تحقيقات ومحاكمات، ومع أبحاث تتقصى الحقائق، أن نضع أيدينا على التفاصيل المهمة، التى منها الجوانب الجنائية المتعلِقة بالأشخاص المتورطين، ومنها كذلك الظروف التى ساعدتهم على اقتراف الخطأ، وأما الأهم فهو معرفة أسباب إحساسهم بالاطمئنان وهم يفسدون بالإيغال فى انتهاك القانون بما يتسبب فى كوارث تهدد حياة المواطنين!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: