يمكن لنقابة الأطباء أن تكون قدوة للنقابات الأخرى فى مصر، إذا اكتملت الإجراءات التى أعلن عدد من أعضاء مجلس النقابة عن نيتهم اتخاذها ضد طبيب شهير لاتهامه بارتكاب مخالَفة للائحة آداب مهنة الطب، التى تمنع إفشاء الطبيب أسرار الحالة الصحية للمريض الخاص به، أو مريض لدى طبيب آخر. وذلك فى واقعة النجمة ياسمين عبد العزيز، التى بادر طبيب ليس له علاقة بعلاجها، بنشر تدوينة له على صفحته الشخصية بأحد مواقع التواصل، تناول فيها حالتها الصحية، وقال إنه اعتمد فى سرده على معلومات سمعها من أطبائها المعالجين! يُذكَر أن العقوبات التى تنص عليها اللائحة تبدأ بتوجيه اللوم أو الإنذار، وتصل إلى الوقف المؤقت أو الشطب. وفى تصريحات لموقع (اليوم السابع) قالت مصادر بالنقابة إن المخالَفة المذكورة لا تصل عقوبتها إلى الشطب أو الوقف المؤقت، وإنما تقتصر على اللوم أو الإنذار بعدم تكرارها. وإضافة إلى هذه التصريحات، فإنه من البديهى، التزاماً بالحقوق الدستورية والقانونية لمن يُتهَم بالمخالَفة، أن يُجرَى معه تحقيق يُقدِّم فيه دفاعه وتبريره، ويصدر القرار بالتبرئة أو الإدانة، وفق ما تصل إليه نتائج التحقيق.
معروف أن النقابات فى الدول الديمقراطية تُولِى اهتماماً كبيراً لحسم أمر الشكاوى ضد من يُتَهم من أعضائها بانتهاك القوانين واللوائح النقابية ومواثيق الشرف، بما يلحق ضرراً بالمتعاملين معهم، وبما يسئ إلى صورة عضو النقابة فى المجتمع. وتتحرك النقابة بهدف إنصاف من يَلحق به ضرر من جراء تصرف عضو النقابة، وكذلك، من أجل حماية سمعة المهنة، ولتأكيد أن الملتزمين، الذين يشكلون أغلبية الأعضاء، يُضارون من السكوت على أخطاء بعض زملائهم، بل إنهم يستفيدون من عقاب زميلهم المخطئ، لأن هذا يؤكد سلامة وصحة من لا تقع عليه عقوبة. ولأن للنقابة صلاحية سحب ترخيص مزاولة المهنة، فمن الوارد أن يكون عقابها أشد من المحاكم، وأسرع.
نحن فى مصر متأخرون فى الأخذ عملياً بهذه القواعد! لهذا فإن النية المعلنة من نقابة الأطباء، تُحيِى آمالاً قديمة لم تتحقق بأن تتصرف بقية النقابات بالمثل.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: