أتابع باهتمام شديد أنباء وتطورات تنفيذ مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى . وكما سبق أن قلت فى هذا المكان (8/6) فإن أى مواطن مخلص لهذا البلد لا يسعه إلا الترحيب بتلك المبادرة، بل والاسهام الإيجابى فى تطويرها وإنجاحها. وفى هذا السياق فإننى أرجو، وألح فى الرجاء، ألا يقع عبء تنفيذ هذه المبادرة لتوفير حياة كريمة فى الريف المصرى على أجهزة الدولة فقط المدنية والعسكرية، وإنما يجب أن يشارك فيها، بكل فاعلية وحماس، كل المصريين، خاصة المقتدرين منهم. ولا أقصد هنا بالطبع فقط المليارديرات أو المليونيرات الكبار مثل آل ساويرس وآل منصور، ولكنى أقصد كل أغنياء وكل أعيان الريف التقليديين والمعروفين. والذين كانوا وما تزال لهم مكانتهم الاجتماعية المميزة، حتى بعد تطبيق قوانين الإصلاح الزراعى عليهم منذ ما يقرب من سبعين عاما . كما أننى أقصد أيضا كل المثقفين ورجال الأعمال الذين تعود أصولهم لريف مصر فى الدلتا وفى الصعيد. غير أننى أقصد ايضا - قبل هذا وبعده- قوى المجتمع المدنى المختلفة، الجمعيات الأهلية، والنقابات والاتحادات ...إلخ. إن فى مصر ما يزيد عن أربعين ألف جمعية أهلية تغطى مختلف الأنشطة الاجتماعية، وقد لاحظت من بين شركاء مبادرة حياة كريمة بعض الجمعيات الأهلية مثل جمعية الأورمان والهيئة الانجيلية والجمعية الشرعية وجمعية مسجد مصطفى محمود...إلخ ولكن تلك نماذج محدودة جدا من آلاف الجمعيات التى يمكن، بل وينبغى، ان تشارك على نحو جاد وفعال فى تلك المبادرة، فضلا عن قطاعات المجتمع المدنى الأخرى مثل النقابات المهنية والعمالية والاتحادات الطوعية ...إلخ . وبعبارة أخيرة، فإننى أعتقد أنه ينبغى ألا يقع عبء تحقيق الحياة الكريمة فى الريف المصرى فقط على الدولة المصرية بأجهزتها المدنية والعسكرية، وإنما أيضا على المجتمع المدنى المصرى بكل فروعه وطاقاته!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: