رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
الموت بسبب الفوضى

ليست هذه المأساة الأولى من نوعها، فقد لقيت فتاة فى السابعة عشرة من عمرها مصرعها، وهى تسير بأمان على الرصيف مع زميلتيها فسقط على رأسها مباشرة عرق خشب عملاق فماتت فى الحال! أما مصدر عرق الخشب فمن العمارة فى طور الإنشاء حيث كانت الفتيات يسرن بجوارها فى مدينة شبين الكوم بالمنوفية الأسبوع الماضي! لاحِظ أنه، حتى قبل الحادثة، فإن مخالفة المقاول جسيمة، لأنه لم يلتزم بضوابط الصحة والسلامة، المنصوص عليها فى القواعد واجبة الاتباع! والأغلب أن المقاولين لا يتحصلون على تراخيص البناء إلا بعد أن يقدموا ضمانات تفيد بالتزامهم بهذه الضوابط، ولكن المشكلة المعروفة، والتى لم ننجح حتى الآن فى وضع علاج لها، أن فساد الموظفين الصغار يجعلهم يغضون الطرف عن المخالفات مقابل أن يقبضوا المعلوم! وهى دائرة مخيفة، لأنه مهما تعاظمت منافع المتواطئين، فإن التبعات فى الموت أو التشوه لا تُقَدَّر بأى أموال للضحايا.

بعد كل فجيعة ينتفض الرأى العام من الحزن، ويكثر الكلام عن الفساد والفوضى والأخطار المميتة التى يتعرض لها الناس الذين يلقى بهم حظهم العثر فى نطاق الكارثة، ويطالب الرأى العام بوضع كوابح للفوضى، وتتوالى وعود المسئولين، ثم سرعان ما تعود الأمور إلى سابقتها، مما يخلف فواجع جديدة يستغلها الإعلام المعادى للتشتيت عن آثار المشروعات العملاقة.

من العلامات الحزينة على طريق هذه الكوارث، الحادثة المروعة فى التسعينيات، عندما انزلقت صخرة عملاقة كانت محمولة على سيارة نقل ضخمة دون إحكام ربطها، فارتطمت بأوتوبيس ينقل عددا من طلاب كلية الشرطة، فكانت الكارثة التى راح فيها شباب فى عمر الزهور. ثم إذا بالانفلات يعود سريعا، وتنطلق بمنتهى الحرية سيارات على الطرق السريعة تنقل مواد بناء، أو قمامة، دون غطاء، فتظل المخلفات تتطاير على من يسيرون فى الجوار. وأما الأخطر فهو أن ترفع سيارة نقل يافطة كبيرة تقول إنه مُصرَّح لها بحمل أطوال وبروزات! فكيف يُصَرَّح لها بأن تحمل أداة قتل، من الوارد أن تطعن ركاب أى سيارة خلفها عند الوقوف الفجائي؟

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: