رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
اقرأوا كلود ليوزو

ذكًرنى الصديق د. عبد السلام الكيلانى بالعمل الموسوعى الذى أشرف عليه المؤرخ الكبير كلود ليوزو (قاموس الاستعمار الفرنسي)، تأكيدًا لما ورد فى الاجتهاد المنشور فى 31 مايو الماضى عن تداعيات عدم اعتذار فرنسا عن جرائم ارتُكبت خلال استعمارها الجزائر. أوجز ليوزو فى مقدمة هذا القاموس-الموسوعة ما قد يسهم فى ترشيد موقف السياسيين الفرنسيين الذين يرفضون الاعتذار للشعب الجزائرى عن تلك الجرائم، برغم اعتراف كثير منهم بها. فقد نبَّه إلى أنه ما لم تعتذر باريس لسكان مستعمراتها السابقة، ستبقى المشكلات قائمة بين الطرفين، خاصة مع الجزائر التى يعيش ملايين من أبنائها فى فرنسا. كان ليوزو يُوَّضح أن تأليف قاموس الاستعمار الفرنسى ليس مجرد عمل نظرى منهجى لتوثيق تاريخ مضي، لأن قضايا المرحلة الاستعمارية لم تنته بعد إسدال الستار على الاحتلال منذ نحو ستين عامًا. فمازال كثير من أبناء المستعمرات السابقة الموجودين فى فرنسا يعتقدون أن محاولات محو هويتهم لم توقف، وأن الدولة التى استعمرت بلدهم لأكثر من 130 عامًا تعاملهم كما لو أنهم ما برحوا خاضعين لها، فيما يخشى اليمين الأقصى الفرنسى أن يتحول وجود هؤلاء بالملايين وازدياد عددهم باستمرار إلى استعمار من نوع جديد، ويسعى إلى التخلص منهم. ولكن السياسيين الفرنسيين لم يستوعبوا هذه الرسالة برغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على إصدار القاموس-الموسوعة. ولهذا، يتجدد التوتر الناتج عن عدم الاعتذار للشعب الجزائرى من وقت إلى آخر، خاصةً عندما تقترب ذكرى إحدى الجرائم الكبيرة التى ارتُكبت خلال المرحلة الاستعمارية, كما يحدث الآن قبيل الذكرى الخمسين لإحداها. ويُوثَّق القاموس المشار إليه هذه الجرائم بدقة شديدة، مع غيرها من الأحداث والأشخاص، وفق الطريقة المتبعة فى إعداد القواميس، وهى ترتيب المواد حسب تسلسل الحروف الأبجدية. كما يتضمن ثبتًا بمواقف مُضيئة لمثقفين فرنسيين كبار رفضوا الاستعمار حين كان فى عنفوانه، وأدانوا ممارسات الاحتلال فى دول إفريقية عدة، وليس فى الجزائر فقط. لا يكفي، إذن، فى بعض الحالات انتهاء الاحتلال لكى تصبح المرحلة الاستعمارية تاريخًا. هناك حالات محددة يحتاج غلق ملفاتها اعتذار الشجعان.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: